أصبح مُلفتاً للعيان على مستوى أحد الشوارع المتقاطعة مع شارع الجيش الملكي وسط مدينة الناظور، حيث تُرابِض مجموعة من وكلات الأسفار الخاصة بالنقل العمومي إلى أوروبا، توافد أعدادٍ كبيرة من المراهقين واليافعين القادمين من مختلف المدن المغربية، الذين يتقاسمون هاجس ترصد فرصة سانحة داخل الموانئ والمحطات سواء الجوية أو البحرية وحتى الطرقية ل"الحريك"، من أجل بلوغ حلم الفردوس الأروبي، مع ما يتطلبه ذلك آنياً من عيش حياة التشرد وسط دوامة من التيه والضياع، ورحلة البحث عن لقمة لسدّ رمق البطن. فقد اِنتبه هؤلاء "الحرّاكَة" الذي يعدّون بمثابة مشاريع "مرشحين جُدد" للهجرة السرية، وباقي زملائهم الذين لا يبارحون المكان المعلوم طيلة ساعات النهار، وخاصة مع حلول فصل الصيف، (انتبهوا) إلى قيام بعض حافلات نقل المسافرين القاصدين للوجهة الأوربية، بركنها على جنبات الشارع المشار إليه، ما دفعهم إلى التقاطر على المكان يوميا بعد الزوال وبشكلٍ عرمرمٍ، من أجل ترصد فرصةٍ قد تأتي أو لا تأتي، للإختباء داخل التجويفات السفلى والتحتية للعربات ريثما يتم عبورها إلى داخل الباخرة بميناء بني أنصار لمعانقة الحلم الفردوسي.