قدّمت فاطمة السعدي، عضوة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، ورئيسة مجلس مدينة الحسيمة سابقا، سؤالاً كتابياً لرئيس الحكومة، سعد الدّين العثماني، تستفسر فيه حول الهجرة الجماعية للشباب المغربي إلى السواحل الاسبانية، وعودة قوارب الموت من جديد. وأبرزت السعدي، في السؤال الكتابي، أنه منذ مدة وجيزة، تحوّل حوض المتوسط إلى مقبرة جماعية لمئات الشباب، حيث تطفو على السّطح أو تقع في شباك صيد، جثث كاملة، وأخرى عبارة عن أطراف جسدية متحلّلة لعدد من الشباب الذين أقدموا على الهجرة السرية. وأوضحت سعدي أن موجة الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة، تعكس اليأس الذي تسّرب إلى أذهانهم وأفئدتهم نتيجة الإحساس بأفول شمس الأمن وانسداد الآفاق أمامهم، بالإضافة إلى فقدانهم للثقة في الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلد. وأكدت المتحدّثة أن الاختيارات المغربية أبانت عن فشلها الذريع بالنظر إلى تغييبها لمجموعة من المعطيات الأساسية، وفي مقدمتها فشل النموذج التعليمي، وغياب إستراتيجية واضحة للاستثمار وخلق الثروة، واستمرار الحلو الترقيعية. وشددت السعدي، أن الشباب المغربي يشعر بالإحباط، والاقتناع بأن الحياة الكريمة باتت من المستحيلات في هذا الوطن الذي أمسى بيئة طاردة لشبابها، ليجدوا أنفسهم مكرهين على الانتحار بدل انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي. وساءلت برلمانية البام، العثماني حول التدابير والاجراءات المستعجلة التي تعتزم حكومته القيام بها لإيقاف نزيف هجرة الشباب المغاربة، وعلى مدى تكييف قانون مالية السنة المقبلة حسب الاحتياجات المطلوبة، وعلى رأسها دعم تشغيل الشباب.