على خلفية انتشار فيديوهات توثق للهجرة الجماعية للشباب على مواقع التواصل الاجتماعي نحو الضفة الأخرى، وبعدما أصبحت تحتل الصدارة في وسائل الإعلام، وجه فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب سؤال كتابيا إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حول الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة، والإجراءات المستعجلة، التي تعتزم الحكومة اتخاذها لإيقاف ما وصفه ب” النزيف”؟ وساءل المصدر ذاته رئيس الحكومة عما إذا كانت الحكومة ستأخذ هذه القضية بعين الاعتبار، خلال تهيئها لقانون المالية لهذه السنة، انسجاما مع دعوة الملك الأخيرة إلى ضرورة الانخراط في مراجعة شاملة لدعم تشغيل الشباب؟. وأوضح فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب أن “الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة تكتوي بنارها فئات متزايدة من الأسر المغربية، وقد تحول حوض المتوسط، إلى مقبرة جماعية لمئات الشباب المغاربة، وهم عبارة عن جثث كاملة، وأخرى عبارة عن أطراف جسدية متحللة، تطفو على سطح البحر، أو تلتقط في شباك الصيد.. “. كما أكد المصدر ذاته أن هذه المشاهد “أقل ما يمكن أن توصف به كونها صادمة، وقاسية جدا؛ وهو الأمر الذي لا يجد تفسيرا إلا في اليأس، الذي تسرب إلى أذهان، وأفئدة فلذات أكبادنا؛ ناهيك عن فقدانهم الثقة في الاختيارات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التي انخرط فيها المغرب منذ زمن ليس بالقصير”. وقال المصدر ذاته إن هذا الاحباط نتيجة “الاختيارات السياسية، التي أبانت عن فشلها الذريع، بالنظر إلى تغييبها لمجموعة من المعطيات الأساسية (التغير الديمغرافي، وفشل النموذج التعليمي، وفشل النموذج الاقتصادي، وغياب استراتيجية محكمة في مجال التشغيل، وتعثر تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، وغياب استراتيجية واضحة للاستثمار، وخلق الثروة…)؛ الشيء الذي أفضى بهؤلاء الشباب إلى الشعور بالاحباط، والاقتناع بأن الحياة الكريمة باتت ضمن باب المستحيلات في هذا الوطن ..”.