حمّل حزب الأصالة والمعاصرة الحكومة مسؤولية حالة اليأس، التي انتشرت بين الشباب المغاربة، والتي دفعتهم إلى الاصطفاف في مجموعات تركب “قوارب الموت” في اتجاه المجهول. وقال فريق الأصالة والمعاصرة، في سؤال كتابي، وجهه إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمس الثلاثاء، إن “قوارب الموت” عادت من جديد إلى واجهة الأحداث، وأصبحت تحتل الصدارة في وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث إنه منذ فترة وجيزة تحول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة جماعية للمئات من الشباب المغاربة، منهم من تحول إلى جثة تطفو على سطح البحر، وآخرون تناثرت أطرافهم، فالتقطتها شباك الصيادين في مشاهد صادمة، وقاسية جدا. وأوضحت المراسلة ذاتها أن موجة الهجرة الكبيرة بين الشباب المغاربة لا يمكن تفسيرها إلا بتسرب اليأس إلى أذهانهم، نتيجة الإحساس بأفول شمس الأمل، وانسداد الأفق، ناهيك عن فقدانهم الثقة في الاختيارات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التي انخرط فيها المغرب، وهي الاختيارات، التي أبان حزب الأصالة والمعاصرة عن فشلها الذريع، بالنظر إلى تغييبها لمجموعة من المعطيات الأساسية، منها التغيير الديمغرافي، وفشل النموذج التعليمي، وغياب استراتيجية واضحة للتشغيل. واعتبرت المراسلة ذاتها أن تراكم الأسباب دفع الشباب المغاربة إلى الشعور بالإحباط، والاقتناع بأن الحياة الكريمة باتت ضمن باب المستحيلات في هذا الوطن، الذي أمسى بيئة طاردة لشبابها، الذي جد نفسه مكرها على الانتحار بدل انتظار، الذي قد يأتي أو لا يأتي، مطالبين العثماني بكشف التدابير، التي ستتخذها حكومته لإيقاف نزيف الشباب.