أعرب عدد من المواطنين بجهة الشرق عن تخوفهم ازاء ظهور داء "الكوليرا" في الجزائر، مطالبين من الجهات المسؤولة تشديد حراستها على الحدود لتجنب تسلل أي شخص مصاب إلى تراب المنطقة مما قد يؤدي إلى نقل العدوى. وقال مواطنون، إن الهجرة غير السرية التي ارتفعت مؤخرا عبر الحدود الجزائرية المغربية، وكذا الدخول اليومي للمهربين إلى التراب الجزائري واستيراد بعد المواد الغذائية بطرق غير قانونية قد يتسبب في انتشار العدوى ما يحتم على الجهات المختصة استنفار مصالحها لحماية المغاربة من هذا الداء القاتل. و أعلنت الجزائر رسميا، أمس الجمعة، تسجيل أول حالة وفاة بالكوليرا في ولاية البليدة، غرب العاصمة الجزائر، كما أكدت إصابة 41 آخرين بالداء في أربع ولايات. وقال مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال فورار، إن الإصابات بوباء الكوليرا التي تم تسجيلها في 4 ولايات، حالات "معزولة منحصرة في عائلات". وأوضح فورار خلال مؤتمر صحفي، إن حالات الإصابة سجلت في ولايات الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة والبويرة، وبلغت 41 مريضا من بين 88 حالة مشتبه فيها، مؤكدا أن: "الوضع متحكم فيه"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وبعث فورار رسائل طمأنة بخصوص الحالات المسجلة، مؤكدا أن الوضع "لا يدعو إلى القلق ولا يستدعي إعلان حالة الطوارئ". ودعا المسؤول إلى اتباع تدابير وقائية للحد من انتشار المرض البكتيري، ومنها احترام قواعد النظافة المتمثلة في "الغسل الجيد لليدين (الناقل الأساسي للعدوى)، وكذلك الخضر والفواكه قبل تناولها، مع تفادي زيارة المصابين في المستشفيات". وأكد زبير حراث المدير العام لمعهد "باستير"، أن التحاليل البكتيرية التي أجراها المعهد على عينات المصابين، أثبتت أن وباء الكوليرا انتقل "بسبب غياب شروط النظافة في بعض المواد المستهلكة"، مستبعدا أن يكون الأمر له علاقة بالمياه. والكوليرا من الأمراض المعدية الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة، وتتسبب فيه بكتيريا تنتشر مع غياب قواعد النظافة، بسبب استهلاك مياه أو خضر أو فواكه ملوثة، وتنتقل عن طريق اللمس. وتعيش البكتيريا داخل جسم العائل لمدة تتراوح ما بين يوم واحد و7 أيام، حيث تتسبب في إسهال حاد يؤدي إلى تعرض المصاب إلى الجفاف، ومضاعفات أخرى على القلب والرئة والكلى.