رياضة شغلت العالم بأسره، هي لعبة أسرت قلوب الملايين في جميع بقاع المعمور، شكلها مستدير ولكنها سحرت الكبير والصغير،.كل من افتتن بها لا يمكن أن يستغني عنها، خصوصا إذا كان من ممارسيها، فحبها يجري في الإنسان كمجرى الدم في العروق.وهي أيضا من محافل التعارف والتقاء الشعوب، وأيضا فرصة للم الأسري والتجمع العائلي. اكراهات الإبداع الكروي لا يختلف اثنان على أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم،إلا أن ممارستها في بلادنا،خصوصا في المنطقة الشرقية(الناظور،الحسيمة،وجدة،...والنواحي)تشوبها بعض الاكراهات والعراقيل التي تحول دون الرقي بهذه الرياضة والسير بها إلى الأمام،رغم أن المنطقة زاخرة بالمواهب الشابة،والطاقات الواعدة التي تأمل أن تزاول هذه اللعبة في أحسن الظروف،وأن تعطى لها الفرصة لتفجر مهاراتها ومواهبها في مداعبة الساحرة المستديرة. تتمثل هذه العراقيل في عدة عوامل، ولعل أبرزها غياب الملاعب والمرافق الرياضية، وحتى المرافق الموجودة حاليا فهي تفتقر للشروط الصحية والملائمة للإبداع الكروي، كغياب مستودعات الملابس، عدم وجود المدرجات، افتقار أرضية الملاعب للعشب الطبيعي، انعدام الإسعافات الأولية...وهناك عامل آخر هام وأساسي، وهو يتعلق باللاعبين الذي يزاولون هذه الرياضة في الأندية المحلية التي تمثل الجهة على المستوى الوطني.ويتجلى في غياب الحوافز المادية والمعنوية، فكيف يمكن للاعب أن يبدع وهو لم يتوصل بمستحقاته المالية منذ عدة أشهر؟وكيف له أن يفكر في حيثيات المقابلة وباله مشغول بالأمور المادية التي لم يجد لها المسؤولون حلا بعد؟هذا فيما يخص الجانب المادي،أما فيما يخص الجانب المعنوي فتتجلى في عدم تلقي اللاعب للتشجيع والاهتمام من قبل ذويه وأصحابه وجمهوره،فاللاعب بمجرد أن يخطئ في إبعاد الكرة أو إهدار فرصة للتهديف إلا ويتلقى سيلا من الشتائم والكلام الجارح الذي يؤثر في نفسيته وأدائه على رقعة الملعب.فكيف يمكن للاعبينا أن يتألقوا وهم غير مرتاحين وراضين على أدائهم؟ الريال وبرشلونة: مما أثار انتباهي في الديربي الكلاسيكي الذي جمع مؤخرا بين قطبي الكرة الاسبانية والعالمية فريق ريال مدريد وبرشلونة،الاهتمام الكبير والزائد عن حده لبعض محبي ومتتبعي هذين الفريقين الكبيرين،وفعلا فنتائجهما التي حققاها على المستوى الأوروبي تشفع لهما الصيت والشعبية التي يمتلكانها على الصعيد العالمي،وهما أيضا يضمان أجود اللاعبين الموجودين حاليا في العالم بأسره (ميسي،رونالدو،كسافي،أوزيل،انييستا،دي ماريا،...والقائمة طويلة).جميل أن تتابع المقابلة بين أصدقائك أو مع أسرتك أو حتى وحدك،ولكن ما ليس جميلا هو أن يؤدي تعصبك لأحد الفريقين إلى أن تدخل في مشاحنات وملاسنات كلامية مع أحد أصدقائك أو فردا من أفراد أسرتك،لا لشيء سوى لأنه يشجع برشلونة وأنت تشجع الريال أو العكس.لا يجب أن ننساق وراء أهوائنا وننسى قيمنا ومبادئنا السمحة ،ولا يجب أن ندع مجرد مقابلة في كرة القدم تفعل فينا الأفاعيل وتخرجنا عن الصواب.علينا أن نتفرج ونشجع فريقنا المفضل ولكن باحترام وأدب وعدم التعدي على الآخر. المنتخب المغربي: منذ أن لعب نهاية كأس الأمم الإفريقية سنة 2004 ضد المنتخب التونسي،لم يحقق منتخبنا الوطني شيئا يذكر،فقد توالت الانتكاسات والنتائج السلبية وخيبات الأمل،إذ فشل في التأهل إلى كاس العالم 2006 و2010 ،وفي سنتي 2006 و2008 ،فحتى وان وصل إلى نهائيات كأس إفريقيا فقد فشل في تجاوز الدور الأول.أما الطامة الكبرى فكانت سنة 2010 إذ فشل حتى في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا.وتعود هذه الإخفاقات إلى عدة أسباب يعرفها الجميع،إلا أنني أود أن أركز على العامل الذي يخص اللاعبين المحترفين،فهؤلاء يبدعون ويتألقون ويسجلون الأهداف في الدوريات الأوروبية،لكن بمجرد أن يلتحقوا بالمنتخب الوطني ويكسبوا رسميتهم إلا وينزل أداؤهم.ويعود السبب في ذلك إلى غياب المنافسة على المراكز بين اللاعبين،فاللاعب المحترف لا يبذل جهدا إضافيا لأنه يعتر أن مكانه مضمون داخل تشكيلة الفريق.بالإضافة إلى غياب التواصل بينهم،فكيف يمكن للاعب يتكلم الهولندية أن يتواصل مع لاعب يتكلم الألمانية وآخر الفرنسية،وآخر العربية،وآخر الريفية،...صحيح أن كرة القدم تلعب بالأقدام إلا أن الأهداف تسجل عن طريق التفاهم والانسجام.يجب خلق روح التواصل بين اللاعبين وغرس حب الوطن في دمائهم قبل قمصانهم،كما أنه لا يوجد فرق بين لاعب محترف وآخر هاوي إلا بالاجتهاد والتفاني والتضحية على البساط الأخضر.على اللاعب المحترف أن يستوعب أن حمل القميص الوطني هو عبارة عن تكليف شديد وليس تشريف مجيد،عليه أن يعي جيدا المسؤولية الملقاة على عاتقه،أن يلعب بإخلاص وبروح قتالية ليثبت حبه للوطن.عليه أن ينسى أنه يلعب في أجاكس أو أرسنال أو أي فريق آخر ذات صيت عالمي،وأنه يلعب لمنتخب ينتظر شعبه أن يرى اسود الأطلس تزأر في المحافل الدولية الرسمية وليس في المقابلات الودية فقط. المغرب والجزائر على بعد اقل من ثلاثة أشهر سيلتقي منتخبنا الوطني مع نظيره الجزائري ذهابا وإيابا،برسم اقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 ،وستكون هاتان المقابلتان معيارا حقيقيا لتقييم مستوى الفريقين.فالمغرب يحتل الصدارة في هذه المجموعة رفقة جمهورية إفريقيا الوسطى بمجموع 4 نقاط،بينما لا تمتلك الجزائر وتنزانيا سوى نقطة وحيدة من مبارتين.وبهذه المناسبة،أود أن أوجه رسالة ودية إلى إعلام كلا البلدين بعدم تضخيم هذا اللقاء الكروي وإعطائه حجما أكبر مما يستحقه،خصوصا بعد الأحداث المأساوية التي عرفتها مدينة العيون،وقضية الصحراء المغربية التي لا زالت موضع نقاش حاد.فيجب أن نعزل بين التنافس الكروي والمشاكل السياسية.لا يجب على الإعلام سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مكتوبا أو الكترونيا أن يقوم بتصعيد الأشياء،فمقابلة في كرة القدم تبقى مجرد مقابلة،من اجتهد فيها أكثر فهو الذي سيفوز.خصوصا فما وقع بين مصر والجزائر بمناسبة اقصائيات كأس العالم 2010 ما زال عالقا في الأذهان،فلا مصر تأهلت ولا الجزائر حققت نتائج ايجابية في المونديال.بل كل ما جناه الصراع بين البلدين هو فقط أنهما كانا أضحوكة للعالم.وبالتالي علينا أن نتفادى الوقوع في مثل هذه المواقف التي لا تشرف بتاتا.علينا أن نعطي مثلا حسنا للتنافس الرياضي تحت شعار الأخلاق أولا ثم الندية والتنافس داخل الميدان ثانيا. وكل ما أخشاه أن يتناطح الفريقان فيما بينهما وتتأهل جمهورية إفريقيا الوسطى كأول المجموعة،خصوصا أنها تحتل الصدارة إلى جانب المنتخب المغربي بفارق الأهداف فقط. خاتمة وفي النهاية أتمنى التوفيق لمنتخبنا الوطني،خصوصا أن بداية هذا الموسم تبشر بالخير،وأطلب أيضا من المسؤولين في المنطقة الشرقية ببذل المجهودات اللازمة قصد الرقي بمعشوقة الجماهير نحو الأفضل.كما لا تفوتني الفرصة كي أحيي فريق العاصمة على فوزه بكأس الكونفدرالية الإفريقية،وعما قريب سيخوض نهاية كأس إفريقيا الممتازة ضد فريق مازيمبي الكونغولي،مع تمنياتي له بمزيد من النجاح.