أوردت مصادر إعلام وطنية، أن الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، أعرب خلال اللقاء الذي عقدته اللجنة الوطنية المكلفة بالإعداد للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، التي انعقدت اليوم الثلاثاء بمقر الحزب في الرباط، عن تشبثه بقرار الاستقالة من الأمانة العامة للحزب، وهو القرار الذي سبق وأن أعلن عنه خلال شهر غشت من السنة الماضية. وأوضحت المصادر نفسها، أن العماري أخبر أعضاء اللجنة التي ترأسها إلى جانب فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني، أنه مصّر على استقالته من منصبه وأن عازم على عدم العودة لترؤس الحزب خلال المرحلة المقبلة، داعيا أعضاء اللجنة إلى ضرورة تحصين ما أسماها "كل المكتسبات المتحققة، والانتصار إلى وحدة الحزب لرفع كل التحديات المشتركة". ويأتي تشبث الياس العماري باستقالته، في ظل الحملة الكبيرة التي يقودها عدد من رجال الأعمال بالحزب في الكواليس من أجل إقناع أعضاء المجلس الوطني للحزب بعدم طرح قضية التجديد للعماري خلال الدورة الاستثنائية التي ستنعقد يوم 26 ماي الجاري، والتي يُرقب خلال الإعلان رسميا عن انتهاء ولاية العماري، والشروع في انتخاب رئيس جديد للحزب. وأوضح المصادر، أن حوالي 100 نائب برلماني عن البام شرعوا خلال الفترة الماضية في توقيع عريضة يطالبون من خلالها الياس العماري بالاستقالة، مشيرا أنه وقع على العريضة حوالي 90 برلمانيا عن الحزب بمجلس النواب وزهاء 10 مستشارين، مبرزا أنه رغم التأكد من عدم التجديد للعماري لولاية أخرى، إلا أن خليفته على رأس الحزب لا يزال غامضا. هذا، وقد أصدرت اللجنة الوطنية المكلفة بالإعداد للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، التي انعقدت اليوم، بلاغا أوردت من خلال أن الأمين العام ذكر في مستهل اللقاء بسياق ورهانات تأسيس حزب "البام"، وبالمهام المرحلية والمستقبلية للمشروع السياسي للحزب، مُضيفا أن المنصوري ذكرت من جهتها، بالسياق الذي ينعقد فيه الاجتماع، وبخلاصات الدورة 22 للمجلس الوطني، وبالمهام التي أوكلت للجنة الوطنية في إطار التحضير للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني. وأوضح البلاغ أن اللقاء تدارس "بشكل ديمقراطي وبناء كل المخرجات التنظيمية المتعلقة باستقالة الأمين العام في ضوء التقريرين المنجزين من طرف اللجنة الوطنية، وكذا بناء على تشبث الأمين العام بالاستقالة، وإلتزامه المبدئي والفعلي بأن يظل في صفوف الحزب كما كان دائما في خدمة أهدافه ومشروعه"، وفق تعبير البلاغ. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه ""بعد التداول المستفيض في كل نقطة نقطة، تم التأكيد على عقد الدورة الاستثنائية بتاريخها المعلن يوم 26 ماي الجاري، وستعرض خلاصات الاجتماع والتقارير على أنظار المجلس الوطني للحسم فيها"، مضيفةً أن الاجتماع "أوصى بضرورة رص الصفوف، وتكثيف التعبئة الجماعية، والانتصار لوحدة الحزب من أجل رهاناته السياسية الكبرى خدمة لمشروعه الحداثي الديمقراطي". فيما كانت مصادر أخرى مقربة من القيادي إلياس العماري، قد أرجعت عزم الأخير على تقديم استقالته من منصب رئاسة الحزب، إلى أسباب صحية وقفت حائلاً أمام مواصلته مهامه كأمين عام للحزب.