تسببت التساقطات المطرية، التي شهدتها منطقة الريف بشمال المملكة، خلال شهر مارس الماضي، في إتلاف مساحات كبيرة كانت مخصّصة لزراعة القنب الهندي، خصوصا على ضفاف الوديان، والمجاري المائية، بإقليمي الحسيمة، وتاونات. وجرفت السيول الرعدية حقولا مجاورة لواد "ورغة"، كان أصحابها في إطار الاستعداد لبدأ عملية الحرث، حيث كلفتهم عملية التنقية، وتهيئة المناطق الوعرة، مبالغ مالية، قدرتها مصادر ب"الملايين"، بحكم أن غالبية المزارعين، في الشمال، يعمدون إلى استخدام الجرافات، ومعها آلات الحرث، لتطويع المساحات المخصصة لزراعة " الكيف". ونبهت مصادر، إلى أن ارتفاع منسوب المياه في الوديان بمحاذاة حقول نبتة " الكيف"، تسبب في جرف معدات يستخدمها الفلاحون لري حقولهم، من بينها قنوات بلاستيكية، ومضخات تعمل ب"البوطا غاز". جدير بالذكر أنه، في أقل من عشر سنوات، تراجعت المساحات المزروعة بالقنب الهندي في المغرب، حسب التقارير الرسمية، بنحو 65 في المائة، إذ من 134 ألف هكتار كانت تزرع بالقنب الهندي في عام 2003، حسب مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات، لم يعد هناك سوى 47 ألفا و500 هكتار في عام 2011 حسب الإحصاءات المقدمة من لدن المكتب نفسه في عام 2013. ومثل هذه المساحة لا يمكنها أن تنتج سوى كميات محدودة من الحشيش، وهو ما اعتبرته مصادر ب"مجهودات الدولة في مكافحة إنتاج الكيف".