ما تزال إيطاليا تعيش تحت وقع الصدمة إثر وفاة خمسة أفراد من أسرة مغربية واحدة بطريقة جد مأساوية، بمدينة كومو، شمال البلد. وتناقلت جل وسائل الإعلام بإيطاليا خبر هذه المأساة الأسرية، وتصدر الخبر الصفحات الأولى لكبريات الجرائد الصادرة اليوم بالبلد. واستناداً إلى التحقيقات الأمنية الأولية، فإن المرجح أن رب الأسرة المغربية، فيصل هيطوط، البالغ من العمر 50 سنة، أقدم أمس الجمعة، على إضرام النار في شقته ليجهز على نفسه وعلى أربعة من أبنائه البالغين من العمر 3 و 5 و 7 و 11 سنة. وكان الخمسيني المغربي يعيش ظروفاً اجتماعية عصيبة، بسبب بقائه دون عمل، وإعالته لأبنائه الأربعة الذين منحته المحكمة حق حضانته، بعد نقل زوجته، ومنذ أشهر، إلى مؤسسة للرعاية الاجتماعية بسبب معاناتها من اضطرابات نفسية ومن الاكتئاب. وطرق المهاجر المغربي، الذي يعيش بإيطاليا منذ 13 عاماً، عدة أبواب للبحث عمن يساعده على تحمل مصاريف صغاره، ووضع حد لمعانته قبل أن يفقد الأمل ويقرر وضع حد لمعاناته بتلك الطريقة المحزنة. ومما ورد في رسالة فيصل هيطوط: "أنا أب أبلغ من العمر 50 سنة، أعيش مع أبنائي 3، 5، 7 و 11 سنة... هذه قصتي: منذ 9 أشهر، أعيش معهم، زوجتي توجد في مؤسسة للمرضى النفسانيين، القاضي أقر بأن يعيش الأبناء معي.. لقد طلبت مساعدة من مصلحة الشؤون الاجتماعية لكن دون جدوى كيف يمكن لهؤلاء الصغار أن يأكلوا، ربما هم فئران.. وسترسل المهاجر المغربي في رسالته المأساوية التي يعود تاريخها إلى يوم 16 شتنبر الماضي، معلناً أنه قرر عدم إرسال أبنائه إلى المدرسة احتجاجاً على أوضاعه الاجتماعية، ومؤكداً أنه لم يتلق أية زيارة من أي مسؤول ليطلع على الحياة اليومية لأطفاله. وتساءل المهاجر المغربي ضمن ذات الرسالة هل من المعقول أن يبقى هو وأطفاله دون أكل، في بلد كإيطاليا وفي كومو بمقاطعة لومبارديا. وختم هيطوط رسالته المؤثرة بتوجيه عبارات الشكر لسيدة قدمت له يد العون رغم أنها أم لستة أطفال، لكنه أيضا وجه لوماً كبيراً لمستخدم في مركز مساعدة المحتاجين ورئيسه، اللذان وصفهما بالوحوش، لأنهم رفضوا تقديم المساعدة له، ولم يراعوا لأبنائه.