لقي مهاجر مغربي حتفه رفقة ثلاثة من أبنائه صباح اليوم الجمعة في بيته بمدينة كومو الإيطالية، إثر إندلاع النيران بداخله في عملية وصفت بالمتعمدة، وذلك وفق ما ذكره موقع "مغربيني" المهتم بشؤون الجالية المغربية المقيمة بدولة إيطاليا. رجال المطافئ الذين هرعوا إلى منزل الأسرة المغربية بناء على بلاغات الجيران عثروا على الأب جثة هامدة بينما كان أطفاله الأربعة، ثلاث بنات وذكر واحد، وتتراوح أعمارهم ما بين 3 و11 سنة، في صراع مع الموت نتيجة اختناقهم، وبعد نقلهم إلى المستشفى تم الإعلان عن موت ثلاثة منهم بينما لا يزال الأطباء يحاولون انقاذ الطفلة البالغة من العمر 5 سنوات، حيث تم نقلها إلى مستشفى الأطفال بمدينة ميلانو. وحسب المعلومات الأولية فإن المهاجر المغربي فيصل هيطوط، البالغ من العمر 49 سنة، كان يمر في الفترة الأخيرة بمشاكل عويصة نتيجة فقدانه لعمله، وتعرض زوجته لأزمات نفسية استدعت اخضاعها للعلاج بالمستشفى، وكان مهددا بأن يفقد حضانة أبنائه. وحسب المعاينة الاولية لبيت الأسرة المغربية فإن الأب قد يكون خطط للعملية منذ مدة طويلة حيث وجدت العديد من الجرائد والأقمشة التي قام بتكديسها في البيت حتى يضرم فيها النار، وهو ما أفاد به أحد الجيران أنه أثار انتباهه في الفترة الأخيرة أن جاره المغربي كان يقوم بعملية جمع جميع الجرائد القديمة وحتى الاوراق الإشهارية من أمام العمارة التي كان يقطن بها. وأوضح القنصل العام للمملكة المغربية بميلانو السيد بوزكري الريحاني، أنه، واستنادا إلى السلطات الإيطالية فإن الأب، تعمد إضرام النار في منزله. عمدة مدينة كومو "ماريو لاندريشينا" عبر عن صدمته مما حدث أثناء زيارته لمستودع الاموات بمستشفى المدينة للترحم على الضحايا المغاربة و قام بلقاء الزوجة المغربية المتواجدة بقسم الأمراض النفسية بذات المستشفى حيث تخضع للعلاج، والتي دخلت في نوبة بكاء حادة منذ علمها بالحادثة، وأعلن المسؤول الإيطالي عن مساندته للمهاجرة المغربية في مصابها والوقوف بجانبها في محنتها.