أكد القنصل العام للمغرب بميلانو بوزكري الريحاني، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا الحريق الذي اندلع أول أمس الجمعة بإحدى المنازل بمدينة ميلانو إلى خمسة قتلى، جميعهم من جنسية مغربية ومن أسرة واحدة. وأوضح الريحاني، أن طفلتين لفظتا أنفاسهما الأخيرة، مساء الجمعة، بمستشفى كومو التابع للنفوذ الترابي لميلانو متأثريتن بحروق بالغة الخطورة. وأكد المتحدث ذاته، اتخاذ الترتيبات اللازمة مع المسؤولين الإيطاليين للوقوف على مجريات التحقيق وتحديد الإجراءت التي يجب اتخاذها لترحيل جثامين الضحايا إلى المغرب. وأفادت حصيلة أولية، أول أمس الجمعة، وفاة الأب البالغ من العمر 49 سنة، وطفليه (البنت 11 سنة والولد 3 سنوات). وحسب ما نشر "اليوم24" في خبر سابق، كان الخمسيني المغربي يعيش ظروفاً اجتماعية عصيبة، بسبب بقائه دون عمل، وإعالته لأبنائه الأربعة الذين منحته المحكمة حق حضانته، بعد نقل زوجته، ومنذ أشهر، إلى مؤسسة للرعاية الاجتماعية بسبب معاناتها من اضطرابات نفسية ومن الاكتئاب. وطرق المهاجر المغربي، الذي يعيش بإيطاليا منذ 13 عاماً، عدة أبواب للبحث عمن يساعده على تحمل مصاريف صغاره، قبل أن يفقد الأمل ويقرر وضع حد لمعاناته بتلك الطريقة المحزنة. وكان رب الأسرة المغربي قد راسل الموقع الالكتروني لجريدة "لابروفينشا دي كومو" عبر صفحته الفيسبوكية، يطلب فيها نشر معاناته. ومما ورد في رسالة "فيصل هيطوط": " أنا أب أبلغ من العمر 50 سنة، أعيش مع أبنائي 3، 5، 7 و 11 سنة...هذه قصتي: منذ 9 أشهر، أعيش معهم، زوجتي توجد في مؤسسة للمرضى النفسانيين، القاضي أقر بأن يعيش الأبناء معي..لقد طلبت مساعدة من مصلحة الشؤون الاجتماعية، (دون جدوى)، (...) كيف يمكن لهؤلاء الصغار أن يأكلوا، ربما هم فئران...". ويسترسل المهاجر المغربي في رسالته المأساوية التي يعود تاريخها إلى يوم 16 شتنبر الماضي، معلناً أنه قرر عدم ارسال أبنائه الى المدرسة احتجاجاً على أوضاعه الاجتماعية، ومؤكداً أنه لم يتلق أية زيارة من أي مسؤول ليطلع على الحياة اليومية لأطفاله. ويتساءل المغربي، هل من المعقول أن يبقى هو وأطفاله دون أكل، في بلد كإيطاليا وفي كومو بمقاطعة لومبارديا. ويختتم ، هيطوط" رسالته المؤثرة بتوجيه عبارات الشكر لسيدة قدمت له يد العون رغم أنها أم لستة أطفال، لكنه أيضا وجه لوماً كبيراً لمستخدم في مركز مساعدة المحتاجين ورئيسه، اللذان وصفهما بالوحوش، لأنهم رفضوا تقديم المساعدة له، ولم يراعوا لأبنائه.