شارك عشرات الآلاف من الإسبان في المظاهرة التي دعت إليها منظمة المجتمع المدني الكتالوني ببرشلونة للتعبير عن رفض انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا. وكانت مئات الحافلات خرجت من مدن كمدريد وفالنسيا للمشاركة في المظاهرة التي تطالب بالعودة إلى الشرعية، وإنهاء الاحتقان المترتب على استفتاء إقليم كتالونيا (شمال شرقي البلاد). وردد المشاركون في مظاهرة برشلونة شعارات مطالبة بسجن رئيس الحكومة الكتالونية كارليس بوغديمونت، وتأتي هذه المظاهرة بعد يوم من خروج الآلاف من الإسبان بالعاصمة مدريد لمطالبة كل الأطراف بإحكام العقل والعودة إلى الحوار. وقالت وسائل اعلام دولية، إن الجهات المنظمة تحدثت عن مشاركة أكثر من تسعمئة ألف إسباني في مظاهرة برشلونة، وأضاف المراسل أنه رددت في المظاهرة شعارات من قبيل أن "كتالونيا جزء لا يتجزأ من إسبانيا"، وأن "الشرعية هي التي ستنتصر". لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن الشرطة المحلية أن نحو 350 ألف شخص شاركوا في المظاهرة الأولى من نوعها في برشلونة منذ بدء الأزمة. ومرت المظاهرة في أجواء هادئة، ويعود الأمر نسبيا إلى رسائل بعثتها منظمة في المجتمع المدني الكتالوني إلى أنصار انفصال الإقليم عن إسبانيا دعتهم فيها إلى عدم الخروج للشوارع منعا للاحتكاك مع المتظاهرين، وأضاف مراسل الجزيرة أن أحزابا يسارية وجهت انتقادات للجهات المنظمة للمظاهرة، وبالقول إنها استعراض القوة في مدينة برشلونة لن يسهم في إيجاد حل للأزمة الحالية. ويدعم مظاهرة اليوم الحزب المحافظ الذي يقوده رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، والحزب الاشتراكي الكتالوني وحزب المواطنين، والأخير هو أكبر قوة معارضة لدعاة الانفصال في كتالونيا. وكشفت تقارير اعلامية، أن الأجواء ما تزال مرشحة للاحتقان، إذ ستعقد جلسة مفصلية بعد غد الثلاثاء في البرلمان الكتالوني سيناقش فيها الأوضاع الراهنة في الإقليم، وربما الإعلان عن استقلال الإقليم عن إسبانيا، وذلك بعد أسبوع من إجراء استفتاء تقرير المصير لكتالونيا، حيث حصل مؤيدو الانفصال على نسبة 90.18% من الأصوات، وفق نتائج نهائية نقلتها الجمعة حكومة الإقليم إلى البرلمان المحلي. في المقابل، قال رئيس الحكومة الإسبانية في مقابلة صحفية اليوم إنه لا يستبعد استخدام سلطاته الدستورية لتعليق العمل بالحكم الذاتي في إقليم كتالونيا لمنع تقسيم البلاد، وطالب حكومة الإقليم بوقف التهديدات بإعلان الانفصال.