حذرت إسبانيا من تحول المعابر الحدودية الفاصلة بين مدينة المليلية المحتلة والداخل المغربي إلى "قنبلة موقوتة" تهدد أمن واستقرار المملكتين، وذلك، خوفا من أن تستعمل من قبل جهاديين مشتبه فيهم قد يحاولون التنقل بين البلدين من خلال استغلال الفوضى التي تعم في تلك المعابر بسبب التهريب المعيشي الذي يُصعبُ المراقبة والتأكد من هوية كل مستعملي المعابر، حسب ما كشفه تحقيق نشرته صحيفة "لارثون" الإسبانية، أمس الأحد، بناء على شهادات أمنين ومحققين في مجال محاربة الإرهاب. التحقيق كشف أنه "ليس من الصعب أن يستعمل إرهابيون" المعابر الثلاثة التي تفصل مليلية عن الداخل المغربي، وهي المعبر الرئيسي "بني أنصار"، والمعبران الفرعيان "فراخانة" و"الحي الصيني". ونقل التحقيق عن عنصر أمني إسباني أن مهاجمة مواطني مغربي بسكين الأسبوع الماضي أمنيين في معبر باب مليلية هي "نقطة من ماء من بين ظروف أخرى يمكن أن تؤدي إلى أوضاع مقلقة". وأضاف أن الخطورة تتجسد في كون 50 ألف شخص يستعملون المعابر الثلاثة يوميا، مما يطرح تحديات أمنية كبيرة. وحذر التحقيق، كذلك، من كون الجهاديين المغاربة الذي سافروا من شمال المملكة (جهة طنجة تطون- سبتة ومليلية) إلى سورياوالعراق يخططون، حاليا للعودة تحت إشراف التنظيم الإرهابي الذي سقط في العراق، وفقد الكثير من نفوذه في سوريا، في هذا يقول التحقيق: "وهناك أيضا مشكل الجهادية، ظاهرة ليست حاضرة فقط في مليلية لوحدها، بل حتى في المدن المغربية التي تحيط بها، من حيث خرج العشرات من الأشخاص الذين سافروا للقتال في سوريا في صفوف الدولة الإسلامية، والآن ينظمون عودتهم تحت إشراف التنظيم الإرهابي ذاته". في نفس السياق، أوضح محققون في مجال محاربة الإرهاب أن التخوفات الكبيرة تتمثل في إمكانية استعمال متطرفين لجوازات سفر مزورة، لا سيما وأن تلك "المعابر الحدودية غير مزودة بنظم ذكية مثل نظام الكشف عن ملامح الوجه". التحقيق أشاد بالنتائج الأمنية الإيجابية المحققة إلى حدود الساعة في معابر مليلية في إطار التنسيق والتعاون الأمني بين البلدين. وأشار، كذلك، إلى أن من الصعب على الجهاديين تجاوز نقط المراقبة الموجودة بين البلدين، حاليا، لكن "مع نظم تزوير الوثائق التي تتوفر عليها القاعدة وداعش لا يمكن استبعاد أي فرضية". كما أن خطورة أخرى تتجسد في إمكانية استعمال مدينتي سبتة ومليلية قاعدتين عمليتين: استعمال أشخاص من المدينتين لنقل رسائل داعش من شمال إفريقيا إلى أوربا أو تجنيد أشخاص مستعدين لتنفيذ هجمات. التحقيق ضرب المثل الجهادي الإسباني مصطفى مايا مايا الذي كان يستقر بمدينة الناظور سنة 2012 قبل يهرب غلى مدينة مليلية، قبل أن يعتقل بتنسيق بين المخابرات المغربية والإسبانية سنة 2014، ويكتشف أنه أن أرسل لصفوف داعش والقاعد 200 مقاتلا أغلبهم مغاربة.