كشف تحقيق لصحيفة "الباييس" الإسبانية الواسعة الانتشار، اليوم الأحد، أن مدينة سبتةالمحتلة تحولت في السنوات الأخيرة إلى قاعدة للعمليات الجهادية وأرض خصبة لمختلف الجماعات الإرهابية، خاصة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن بعض المتورطين في مختلف الهجمات الإرهابية الأخيرة "مروا من سبتة". في هذا الصدد، أورد التحقيق أن مدينة سبتة عرفت تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية في العشر سنوات الأخيرة، مسلطا الضوء على خمس عمليات كبيرة، البعض منها تم تفكيكه من خلال التعاون والتنسيق الأمني مع المغرب، وهي عملية "نوبا" سنة 2005 التي مكنت من اعتقال ثلاثة مغاربة في المدينةالمحتلة؛ وعملية "دونا" التي أسقط خلية إرهابية واعتقال 11 من أفراد ينحدرون من سبتة؛ وعملية "باستيون" التي قادتها الأجهزة الأمنية الإسبانية بسبتة في غشت 2014، والتي من خلالها قدمت إلى الاستخبارات المغربية معلومة دقيقة تم على إثرها تم اعتقال 9 أشخاص آنذاك في مدينة تطوان؛ وعملية "تشاكال" في يناير 2015، والتي أدت إلى اعتقال أسرتين مغربيتين في سبتة كانتا تستعدان للالتحاق بداعش؛ علاوة على عملية أخرى في مارس الماضي تم على إثرها توقيف شابتين من مليلية تعملان على الاستقطاب والتجنيد لصالح داعش. في نفس السياق، كشف التحقيق أنه 76 في المائة من الجهاديين المعتقلين في الجارة منذ 2013 ينحدرون من مدينتي سبتة ومليلية، مضيفا – حسب مصادر أمنية- أنه من بين 139 مقاتلا أجنبيا – من بينهم مغاربة- التحقوا بصفوف تنظيم "داعش" من إسبانيا 15 منهم من سبتة. وعلى غرار سبتة، أشار التقرير إلى أن مدينة تطوان بشمال المغربي تحولت إلى "مصنع" لتصدير المقاتلين المغاربة إلى مناطق النزاع في العراق وسوريا، إذ أن 37 في المائة من المعتقلين في إسبانيا من أصول مغربية ينحدرون من تطوان، كاشفا، أيضا، أن 40 في المائة من بين ال 2000 مغربيا، تقريبا، الذي التحقوا بداعش ينحدرون من تطوان. من جهة أخرى، سلط التحقيق الضوء على بعض أسباب تحول مدينة سبتة السليبة إلى قاعدة جهادية في الشمال المغربي، مقسما إياها إلى ما هو امني وديني واجتماعي واقتصادي. أولا، ضعف المراقبة في المعبر الحدودي "تاراخال" الذي يسمح بتنقل المتطرفين بين المدينة والداخل المغربي، خاصة المقيمين في المناطق المجاور الذين لا يحتاجون إلى جوازات السفر؛ ثانيا، نمو وانتشار التشدد الإسلامي في شمال المغرب – ساكنة شابة بدون وظيفة ولا أرباح-؛ بالإضافة إلى موارد التمويل التي تأتي من الاتجار غير المشروع والتهريب التي تساهم في انتشار النشاطات الجهادية في هذه المدينة الصغيرة (سبتة)، كما علق أحد عناصر محاربة الإرهاب "للباييس" على قبول بعض من يقولون أنهم يدافعون عن الدين أموال المخدرات والتهريب التي يقولون عنها في الأصل أنها حرام، قائلا:" الغاية تبرر الوسيلة".