أكمل جمال خلوق عامل إقليم الدريوش 7 سنوات كاملة بحلول السادس من شهر مارس الجاري على رأس عمالة الإقليم المنفصل عن الناظور رسميا بتاريخ 6 مارس 2010 ليقترب من إتمام ولايتين كاملتين ويصبح "دريوشيا" كما يعتبره عدد كبير من ساكنة الإقليم الذين ألفوا وجوده سواء بحاضرة الإقليم خاصة أو بمختلف جماعات الإقليم. وإذا كان الغرض من وجود رجل السلطة الأول إقليميا بإقليم أحدث من لا شيء على أنقاض 23 جماعة قروية كانت تعتبر الجزء غير النافع من إقليمالناظور يتعدى العلاقات الإنسانية التي تجعل من "خلوق" اسماً على مسمى في تعامله وبساطته، فإن رصيده في تحقيق التنمية والنهوض بالإقليم يبقى الجانب الأهم في الحكاية، فما الذي تغير وتحقق في عهده؟. - رجل أوراش تنمية الإقليم.. منذ تعيينه عاملا على إقليم الدريوش، قادما من عمالة الناظور التي اشتغل فيها كاتبا عاما، ونظرا لكونه كان الرجل الفعلي في التسيير، أحيط جمال خلوق بكل التفاصيل والمعطيات عن إقليم فتي وهش الأمر الذي أتاح له القدرة على تسيير إقليم الدريوش وتطبيق منطق رجل الأوراش، إذ وقف على مختلف الأوراش الهامة التي انطلقت مع مجيئه والتي تجلت أساسا في أوراش التأهيل الحضري التي كان جلالة الملك قد أعطى انطلاقتها سنة 2009، فهو الذي لم يهدا له بال منذ أن وطئت قدماه أرض الإقليم، حيث شوهد في كل مرة وكل يوم دائم التجوال، مرة بهذه الجماعة ومرة أخرى بتلك الجماعة، فالأمر ليس سهلاً أن تنطلق من لاشيء لتقطع أشواطا مهمة في مرحلة النهوض بإقليم شكل إلى وقت قريب عبئا ثقيلا على إقليم آخر كان ينتمي إليه، وهو ما دفع بجمال خلوق إلى تحريك عجلة التنمية حتى جعل منها أكبر همه، ولعل كلمات عدد من المنتخبين وحتى المواطنين بكون إقليم الدريوش قد تغير كثيرا منذ 2009 يؤكد هذه المنطلقات. من جهة فإن استمرار خلوق على رأس الإقليم منذ حوالي السبع سنوات، لم يكن إلا ليزيد من الرغبة والديناميكية والحركية في فتح الأوراش، حيث يعد محركا فاعلا لعمل عدد من المصالح الخارجية بالإقليم، انطلاقا من أولويات الساكنة سواء في التعليم، الصحة، البنية التحتية وغيرها، حيث أصبح يتتبع بدقة كل ما يروج في الإقليم من مشاريع فتراه صارما وصريحا حيثما لاحظ تعثرا أو خللا في تسيير قطاع أو مشروع بعينه، وتراه شاكرا وممتنا لكل من يقوم بمجهودات مضاعفة في سبيل إنجاح مهمته. - تشجيع المجال الاجتماعي والمشاريع الاجتماعية.. منذ تعيين جمال خلوق كأول رجل للإدارة الترابية على رأس عمالة إقليم الدريوش، جعل من اقترابه من الساكنة والفعاليات المدنية أحد أهم العوامل التي مكنته من معرفة حجم الخصاص الذي يعرفه الإقليم في المجال الاجتماعي، فعمل على تشجيعه ما شكل نقلة نوعية مهمة، من خلال دعم المراكز الاجتماعية وتشجيع التكوين فيها وتقويات القدرات، حتى أصبح صاحب سياسة إحداث مؤسسات الرعاية الإجتماعية وعلى رأسها دور الطالبات، وأول المدافعين عن مشاكلها، فكيف لا والإقليم يتوفر اليوم على 7 مؤسسات للرعاية الاجتماعية، أخيرها دار الطالبة بتفرسيت التي شرعت في استقبال فتيات العالم القروي خلال الموسم الدراسي الحالي. - الانفتاح على الفاعلين المحليين والإقليميين.. إن كان من وصف دقيق للمسؤول الأول بالإقليم، جمال خلوق، فإنه لم يمكن أن يوصف إلا بكون رجل الحنكة والتجربة والرؤية الاستباقية والاستشرافية للمستقبل، ولعل جلسات العمل التي دشنها قبل أيام مع الجماعات الحضرية للإقليم أكبر دليل على ذلك، فهو ماض في إرساء المفاصل الكبرى لخارطة طريق تنموية مبنية على الشراكة والانفتاح على الفاعلين المحليين لتطوير قدراتهم في تكامل البرامج المحلية مع تلك الإقليمية. هذا ورغم ما حققه جمال خلوق بإقليم الدريوش وما تحقق بفعل سياسة التبصر والاستشراف نحو مستقبل أفضل، إلا أن عددا من الأوراش تبقى غائبة ويستوجب إحداثها، مما يتطلب مجهوداً مضاعفا لعل أبرزها معضلة التشغيل، الصحة، النقل العمومي وغيرها.