فاعلون يراهنون على عمالة الدريوش المحدثة لخلق دينامية اقتصادية واجتماعية جديدة بالريف اشرف وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد أحمد توفيق حجيرة، السبت الماضي على مراسيم تنصيب السيد العاقل بنتهامي الذي عينه جلالة الملك محمد السادس عاملا جديدا على إقليمالناظور، خلفا للسيد عبد الوافي لفتيت، كما نصب في اليوم نفسه السيد جمال خلوق عاملا على إقليم الدريوش المحدث ضمن 13 عمالة وإقليما جديدا. وأشار السيد حجيرة في كلمته بالمناسبة إلى الرعاية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للمنطقة من خلال الزيارات الملكية المتكررة والتي يواكبها إطلاق عدد من المشاريع الهيكلية، والتي ساهمت على مدى السنوات الأخيرة في تنمية هذه الربوع من المملكة. وأكد حجيرة على أهمية استحضار الخطاب الملكي ل 18 مارس 2003، والذي شكلت مضامينه التي شكلت خارطة طريق حقيقية أعطت دفعة قوية لتنمية الجهة الشرقية، مشيدا بالمكتسبات الكبرى التي تحققت في مختلف القطاعات بمجموع أقاليم هذه الجهة، خاصة الناظور. وفي ذات السياق أكد السيد الوزير في كلمته على الأهمية التي تحتلها المنطقة الشرقية في المجال الاقتصادي والفلاحي والمالي، إلى جانب دورها الهام في الميدان الصناعي والطاقي وأهمية المعاملات التجارية والرواج التجاري الذي يميز الجهة بفضل إمكانياتها الطبيعية والبشرية، وحجم المشاريع الكبرى التي تم إنجازها أو التي توجد في طور الإنجاز، ومن بينها خط السكة الحديدي تاوريرت - الناظور الذي تم تدشينه مؤخرا، والطريق الدائرية المتوسطية، ومطار الناضور العروي وميناء بني انصار ومشروع المركب المينائي بخليج بطوية. من جانب آخر، خلف تعيين العاملين الجديدين واللذين شغلا على التوالي منصب كاتب عام بعمالة الصخيرات تمارة وعمالة الناظور أصداء ايجابية بين عدد من الفعاليات المحلية التي التقتها "الصباح"، وهي أصداء تبرز في العمق بحسب تلك الفعاليات حاجة ماسة إلى الاستجابة إلى الانتظارات الكثيرة لدى الساكنة بتسريع وتيرة مخططات الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي وإدماج مواطني هذه الجهة ضمن مشاريع التنمية الشمولية، وفتح قنوات تواصل وشراكة جديدة بين مختلف الفاعلين. ويشير مهتمون في هذا الصدد، أن تولي بنتهامي العاقل لمهمته الجديدة على رأس إقليمالناظور من شأنه أن يفتح قنوات تواصل طالما ظلت موصدة في وجه عدد من الفعاليات وعموم المواطنين من جانب العامل الأسبق عبد الوافي لفتيت المنحدر من جماعة تفرسيت بالناظور، بينما وجه هذا الأخير اهتمامه منذ تعيينه في سنة 2006 إلى العناية ومتابعة عدد من الاوراش التي تخص التأهيل الحضري بالناظور والتي رصدت لها ميزانيات ضخمة، ما رسخ الاعتقاد بنوع من القطيعة بين لفتيت ومحيطه، وجر بعض الانتقاد على أسلوبه "التيقنوقراطي" الصرف، كما حسم التعيين نفسه عددا من التكهنات التي جرى تداولها بين الأوساط المهتمة وعموم الساكنة منذ تنصيب السيد عبد الوافي لفتيت على رأس شركة التهيئة من أجل إعادة توظيف المنطقة المنائية لطنجة المدينة. وفي السياق نفسه، يعتبر عدد من المتتبعين أن تعيين السيد جمال خلوق الذي تولى منصب الكاتب العام لعمالة الناظور، منذ عهد العامل عبد الله بندهيبة جاء موافقا لعدد من التوقعات التي رشحته بحكم تجربته داخل عمالة الناظور لتولي مهمة الإشراف على العمالة الجديدة المحدثة التي رافق الإعلان عنها جدل استمر لمدة طويلة، اتخذ أبعادا احتجاجية حول أحقية ميضار في إحداث عمالة جديدة بها، قبل أن تخف تلك الاحتجاجات بعد الإعلان عن إنشاء العمالة الجديدة بالدريوش. ويراهن مختلف الفاعلين الذين التقتهم "الصباح"، على كون إحداث عمالة بالدريوش من شأنه أن يخلق دينامية اقتصادية واجتماعية جديدة تساهم في تأهيل عدد من الجماعات التابعة للإقليم الجديد لتستجيب لحاجة المواطنين الملحة في توفير خدمات القرب، كما سيعزز التقسيم الترابي الجديد توجها أعمق نحو الدفع بحدوث تحولات سوسيو-ثقافية ايجابية تستجيب لحاجة المنطقة لرفع التهميش عنها، وتدعم ثقافة المصالحة، وفي الأفق المنظور فان التوجه الجديد يسير نحو إعادة النظر في التقسيم الجهوي القديم لصالح فتح آفاق جديدة للتنمية المندمجة وتعزيز الديموقراطية المحلية. عبد الحكيم اسباعي-جريدة الصباح