مهما تدني منسوب احساسنا بالانتماء لهذا الوطن لاعتبارات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها الان. مهما تذمرنا من الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي نعيشها و تعيشها اوسع فآت الشعب المغربي. مهما كانت انتقاداتنا الكثيرة للنظام السياسي القائم ولكل المنظومة الحزببة التي تتحمل قسطا وافرا من المسؤ ولية في ازمة عملية الانتقال الديموقراطي..وفي كل ما نعيشه الان من مآسي. كذلك مهما حاولت ان اتفهم بعض انفعالات بعض شباب الحراك في تعاطيهم مع مختلف القضايا التي تهمنا جميعا بما فيها خروج بعضهم للتعبير عن فرحتهم علي اثر هزيمة المنتخب المغربي لكرة القدم كرد فعل سلبي وغير مسؤول علي الكلام الساقط لبعض رجال الامن الذين تفوهوا به في حق اهل الريف ، و كانهم قوة احتلال ، وذلك مباشرة بعد نهاية مقابلة المغرب ضد منتخب الكوت ديفوار وفوز المنتخب المغربي عليه.... لكن ما لم اتفهمه هو محاولة البعض الدفاع عن هذا السلوك و التنظير له بدعوى ان مصر هي من اوت المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في حياته ومماته ، رغم ان هذا المعطي التاريخي يستحق الكثير من النقاش و يطرح الكثير من التساؤلات ، خاصة وان هدايا مصر الملك فاروق انذاك تطرح اكثر من علامة استفهام ،اضافة الي محاولة البعض نسب هذا السلوك اللامسؤول للحراك.. هنا فقط اريد ان افتح قوسا لاقول بشكل صريح ان هذا التصرف وان بدا في ظاهره انفعاليا لكنه يعني في شقه السياسي اننا لسنا بمغاربة وان مطلبنا هو استقلال الريف خاصة اذا ما قارناه ببعض الشعارات المطالبة بالجمهورية التي تم رفعها من طرف بعض الشباب ابان الحراك ، بما يطرحه هذا المطلب من تحديات و اكراهات تجعل منه مطلبا غير قابل للتحقيق ان علي المدى المنظور او البعيد وبالتالي يتحول الي موقف مجاني سواء بشكل مقصود او غير مقصود تستثمره الدولة المخزنية والقوي المعادية للحراك، اضافة الي ما سيخلفه هذا المطلب من خلافات عميقة بين اهلنا بالريف الاوسط وبين نخبه التي لازال الكثير منها يري ان النضال من اجل الحرية والدموقراطية والعدالة الاجتماعية يجب ان يرتبط بما هو وطني وفي اطار منظومة الحكم المركزية، ومن يري ان من حقنا النضال على نفس المطالب لكن في اطار دولة الاوطونوميات الجهوية المتضامنة بما يعنيه من تقسيم عادل للثروة والسلطة بين المركز وجهاته وبما يقتضيه من اعادة صياغة مفهومي الوحدة الوطنية والسيادة وطرح مفهوم الامة المتعددة بدل الامة الواحدة وهو المفهوم الذي يقر بحق الجهات التاريخية في تقرير مصيرها ومن ضمنها جهة الريف الكبير. اما ان ندافع علي اشياء وسلوكات لا نستحضر تداعياتها السياسية فهذا ما لايمكن ان نسكت عنه ، واذا كان البعض يرونها سلوكات وتصرفات سليمة فليفصحوا عن نواياهم و مشاريعهم السياسية وليمارسوا حقهم هذا بشكل صريح ، لكن فقط ليس من خلف الحراك ولا من خلف مطالبه التي هي مطالب اقتصادية واجتماعية وعامة مشتركة مع جميع المغاربة لان هذا كذالك لا يمكننا ان نتفق عليه . وهنا فقط اغلق القوس لاقول ان لنا في حراك شباب تماسينت الكثير من الدروس الايجابية التي يجب ان يستفيد منها حراك الحسيمة وباقي الحركات الاحتجاجية علي المستوي الوطني.