وجد شاب يبلغ من العمر 28 سنة، نفسه يبيت وسط العراء، بعدما وفد على مدينة الناظور قبل سنوات، بحثا عن فرصة عمل ينقذ بها حياته من واقع التشرد وقلّة ذات اليد ودوامة الضياع التي يعيش ظروفها وأحكامها القاسية لحظة بلحظة. وأمام حياة التشرد التي فُرضت عليه وانعدام مأوى يقيه من صقيع البرد ليلاً ولفح الشمس الحارة نهاراً، لجأ الشاب إلى إحدى القناطر المتواجدة بمدخل مدينة الناظور، وتحديداً بالمحاذاة من محطة الوقود "ميدان"، للخلود للراحة. واتخّذ الشاب المتشرد من القنطرة مكاناً يضجع إليه بعد تأثيثه بأغراض لازمة تدعو الضرورة إليها، كفراش النوم يضّم بعض الأغطية، واللافت أن الشاب أُثّث جدران القنطرة بعبارات حزينة من قبيل "كانت ابتسامتك حزينة.."، كما يضع إلى جانب رأسه مصحفا لعله ينام قرير العين.