بعد أن تسرّب اليأس إلى جوفها، من رجوعٍ بات شِبهَ غير واردٍ في الحسبان، بعد أن طال انتظاره زمناً مديداً، لإبنها الذي سافر إلى الديار الهولندية منذ سنة 1989، على أمل العودة إلى أحضان العائلة يوماً، لكن شاءت الأقدار أن تنقطع أخباره بالمرّة، خرجت والدة المختفي المسمّى شكري محمد لحبيب، وهو إمرأة مسِّنة بالكاد تتحدّث بنبرة مشبعة بالحزن والآسى على فقدانها أحد فلذات كبدها. فأمّ المتغيّب شكري محمد لحبيب، تستعين بصوتها الذي أفْقَدَهُ فَقْد الإبن طراوته، عبر مقطع فيديو ضمنّته كل ما من شأنه أن يقود إلى التعرف على وَلَدِها، حيث ترجّت أن يروج على أوسع نطاق، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر منابر الإعلام، وغايتها غير المُدركة بعد، اِشتمام رائحة إبنها المختفي عن أنظارها طوال سنوات من الاحتراق اشتياقا إليه.. فلم تترجّى الوالدة المسّنة القاطنة بجماعة قرية أركمان إقليمالناظور، سوى نشر الفيديو عبر كل الجهات، عسى أن تجد لإبنها أثراً، بعد أن مَنَّت النفس بلقاءٍ لعله قريبٌ.