بالمختصر المفيد إخوتي وأحبتي... لابد في البداية من تفصيل أولي للملاحظة. هل يعقل بالكتابات والتعليقات الصحفية أن يزج الناس في ظلمات تغيب المعرفة بحقائق الامور، ويغرقون في ظلمات سياسات التجهيل والتضليل والميوعة.. بسعي حثيث نحو القيام بكل ما من شأنه أن «يثري « إفساد الأذواق والوعي والبصائر ؟؟؟ وهل نحن مدركون حقا لمضامين ومرامي ما يكتب أم لا ؟ فإن كان جوابنا نعم ..فنتمنى أن تكون «نعمنا» مشبعة بالنضج والرزانة ظاهرا وباطنا وإيمانا، ومدركة لمآلات ومخاطر كل ذلك على الواقع السياسي الراهن وعلى مستقبل أوضاع الشأن العام التي سيهجرها الغالبية ليترك المجال للذين يخططون لكل مرحلة مرحلة، ويتربصون ليكون الحصاد ونوعه محددا وشبه معلوم ؟؟؟ ... وإن كان الجواب لا، فالمصيبة قد تصبح أعظم ..أي أننا نسير في اتجاه غير معلوم لأهداف ليست في صالحنا لتحقيق ما يتعارض مع مطامحنا كشعب ومجتمع مدني ؟ وهل نحن مرتاحون أم متذمرون عندما نقرأ كل أنواع السب والقذف والتحقير والتنابز ونشعر بفرح بسبب كل الرداءات التي تلتقطها أعيننا بعدة صحف ومواقع ..يعلم الذين يقفون وراءها والمعلقون والمعممون لمضامينها أنها لم تؤسس على تقوى ولا على حقائق بل نسجتها أطراف «مجهولة /معلومة» لغايات لا يعلمها إلا هم والراسخون في السياسة ...؟؟؟ وهل تتأملون جيدا الاسماء المكشوفة أو الوهمية المعروف أصحابها... التي تتمادى في تعميم كل ما لا يليق ولا يصح «بكتابات « لا تتناغم معانيها مع الأخلاق في أدنى قواعدها ..حيث يعاكس مضمون النص المكتوب كل الحقائق الراسخة في الوعي والتاريخ أو يناقض التصريح نفسه بنفسه ...؟؟؟ هل هكذا تقدم نماذج البدائل التي يسعى لها المتسابون والمتباغضون الذين يقطر كلامهم وكتاباتهم تهورا ولا مسؤولية، ...ليختار منهم الشعب المتتبع كان منتميا أو غير منتم من سيقوده نحو «التغيير» المنشود والغد الموعود الذي لاشك انطلاقا من الكلام والخطب المعبر بها عنه بكل حمولاتها المغرضة لن يكون إلا تغييرا نحو الأسوأ.... إن الكلام الرسمي للحكومة والذي يتتبعه الناس عبر القنوات الرسمية للإعلام المعلن عنه في تصريحات البعض من الوزراء والبعض من البرلمانيين، والمطعم بألفاظ قدحية وسوقية تطال كل ما هو محترم وجميل بمجتمعنا وكل ما هو نضالي ووطني .. والمصرح به من طرف بعض القوى السياسية منها التي تحكم .. عبر التسريبات المتعمدة لفيديوهات خاصة بلقاءات داخلية لأجهزتها أو مع بعض أعضائها .. يهدف لتضليل العقول وتضييع المصداقية ..وتنفير الشعب من الاهتمام بالشأن العام والعمل السياسي حيث تتعارض الاقوال مع المبادئ المعلنة وتتضارب الافعال مع الخطب السياسوية ... هل هذا «الطوفان» الإعلامي بجميع أنواعه وجهاته الذي يصبح عليه القراء ويمسون لا همّ لمفتعليه إلا التهجم والسب والتآمر الموجه ضد الاتحاد الاشتراكي ، ولمصلحة من تقدم هذه الخدمة اللئيمة؟؟ إن المتتبعين لما تحبل به العديد من المساحات في الاعلام والفضاءات المشتركة يبرز عمق أزمة الخطاب وتردي وانحطاط مستوياته ،وتعذر التواصل الايجابي المفيد والمنتج. ...وهذا أصبح يتساوى فيه في العديد من الحالات البعض من الأميين الجاهلين، فكرا وسلوكا، مع بعض السياسيين مع بعض الاعلاميين مع بعض المسؤولين العموميين مع بعض المحسوبين على الحقل الديني. ...فهل بهذه الطريقة نخلق أجيالا رائعة متنورة قادرة على قيادة وحمل مشعل التغيير والتطور ونبني مجتمعا وأمة وحضارة تنافس الحضارات الرائدة. ...... كلنا لا يعتقد ذلك ...والجواب عبر عنه الاخ القائد سي محمد كسوس عندما قال، وأثار قوله الصائب حفيظة المحافظين وكل من يفكر عكس مسارات الحقيقة الصافية «إنهم يريدون خلق جيل من الضباع ..» ولعله يقصد أنهم يريدون خلق جيل من الضباع في عالم التعليم والفكر ولم لا في السياسة، ...والله أعلم.