لا يفوت شهرا دون أن نسمع خبرا عن إنقاذ مهاجرين كانوا بصدد الهجرة الى أوربا أو إحباط محاولة تهجيرهم بمختلف سواحل الريف ناهيك عن المآسي التي تحدث بين الفينة و الاخرى جراء غرق إحدى هذه المراكب التي ركبها و يركبوها الالاف من الريفيين على مدار سنوات عديدة بحثا عن حياة أفضل في دول الاتحاد الاوروبي.. هذه المآسي أنعشت عدد كبير من منتهزي الفرص و تجار البشر حتى تحولت إلى تجارة كبير تدر ملايين الدراهم سنويا على العصابات العاملة فيه، خاصة في ظل ضعف التغطية الامنية للمناطق الساحلية بالريف أو بسبب التواطىء المكشوف أحيانا للسلطات الامنية التي تشتغل في حراسة السواحل مع هذه المافيا التي تتاجر بشكل فظيع منذ بداية التسعينات الى اليوم في مآسي ساكنة الريف . وتزايد أعداد العاملين في مجال تهريب البشر من سواحل الريف الى أوروبا في الاونة الاخيرة بسبب الطلب المتزايد، وارتفاع أعداد اللاجئين والمهاجرين الافارقة الهاربين من دولهم المضطربة سياسيا أو الفارين من الفقر بحثا عن حياة أفضل ، والذين لا يجدون ملاذا آمنا أقرب من السفر بقوارب يكون فيها نسبة الموت غرقا أكبر من نسبة الحياة بكثير من أجل الوصول الى الفردوس الاوروبي.. ويبدو أن مآسي قوارب الموت بالريف ، لم تتضح نهايتها بعد فالرابحون من وراء هذه المآسي دائما هم مهربون محترفون يجنون الأموال الطائلة جراء هذه التجارة الرابحة. أما الخاسرون فهم دائما من يقامرون بآخر ما يملكون.. وحتى بحياتهم وأسرهم أحيانا، كي يصلوا إلى بر الأمان في دول أوروبا المختلفة، أملا في تحسين أوضاعهم المعيشية.