أعاد غرق 20 مهاجرا سريا قاصرا في سواحل لانزاروتي الكنارية مآسي الهجرة السرية الى الواجهة، وهي المآسي التي يغذيها الحلم بغد أفضل بعد قطع أميال من البحر في رحلة محفوفة بالمخاطر لايغامر فيها المرشح للهجرة السرية بالمال الذي يدفعه لمافيات الهجرة وتجار البشر، بل يقامر فيها بأغلى ماعنده وهو عمره الذي من المحتمل 95 في المائة ان يفقده قبل ان تطأ قدماه الضفة الأخرى. المأساة التي عاشتها سواحل لانزاروتي أخيرا والتي قضى فيها 20 مهاجراً سريا قاصرا على بعد أميال قليلة من الشاطئ وعلى مرأى من هواة التزلج على الأمواج الذين هبوا لإنقاذ أربعة من ضحايا القارب أظهرت كما أن نجاح مغامرة الهجرة وركوب البحر نهايتها الموت على مرمى حجر من شاطئ النجاة. ويرجع سبب عودة هذا الموضوع الى الواجهة الى ظهور نوعية جديدة من المهاجرين وهي القاصرون. لقد طورت مافيا الهجرة أساليبها وبدأت تتوجه للقاصرين في مختلف نقط الانطلاق في جنوب المغرب والسينغال وبلدان افريقية أخرى. ولكي تقنع هؤلاء بركوب المغامرة فإنها أعدت لهم أشرطة فيديو تبين لهؤلاء أن السلطات الاسبانية تعامل القاصرين معاملة خاصة حيث أن القانون الإسباني لايسمح بطرد هؤلاء بل يتم إيواؤهم في مراكز خاصة في ظروف جيدة حيث يتعلمون مهنا يلجون بعدها سوق الشغل بعد تتجاوز سن 18، هذه الإغراءات دفعت العديد من المراهقين الى تصديق هذه الأكاديب. وأشارت مصادر إسبانية من الكناري ان مافيات الهجرة تتمركز في نقط الانطلاق وأيضا في نقط الوصول حيث ان المهاجرين الناجين ما أن تطأ أقدامهم اليابسة حتى يجرون بأقصى سرعة في اتجاه سيارات (فورغنيت) تنتظرهم هناك لتحملهم الى وجهات محددة بعيدا عن أعين الشرطة وحرس الشواطئ. المصادر الاسبانية لم تحدد هوية هذه المافيا ولكن المعلومات التي وردت حولها بتواجدها في كل من اسبانيا ونقط الانطلاق تبين أنها شبكات منظمة من جنسيات مختلفة. جهات اسبانية تحث على التحسيس في عين المكان وقول الحقيقة عن واقع الهجرة ومخاطرها حتى لايغرر القاصرون بركوبها وحتى لاتستمر هذه المآسي التي أصبحت تتوجه الى هذه الفئة من المرشحين.