بعث والد أحد الأطفال الذين لقوا حتفهم في حادث غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين في سواحل الكناري، شكاية إلى الدرك الملكي المغربي يتهم فيها ما لايقل عن ستة من أعضاء المافيا التي تنشط في مجال الهجرة السرية، باستقطاب الأطفال من أجل تهجيرهم إلى جزر الكناري. وقد أقدم والد محمد هرواش وهو واحد من الأطفال الذين غرقوا قبالة سواحل تيغيز، على هذه الخطوة موجها رسالة استنكار إلى الدرك الملكي في كلميم حيث ينحدر معظم الضحايا، مشيرا فيها إلى المخاطر التي يتعرض لها الشباب خلال هذه الرحلات، والبيانات الشخصية لما لا يقل عن ستة من الذين يعملون لحساب المافيا. وذكرت صحيفة كنارياس 7 في موقعها الإلكتروني أن أعضاء هذه المافيا معروفون في المنطقة، إذ إنهم يتجولون في الشوارع والأحياء ويلتقون بالأطفال، ويعدونهم بحياة مثالية في أوربا مقابل 900 أورو للسفر على متن قارب مريح ودون مخاطر. فهؤلاء بحسب ذات المصدر يزرعون فكرة السفر في عقول الأطفال، ويتحول الأمر إلى هاجس لديهم يؤججه ضيق ذات اليد، لكن والد محمد قرر من تلقاء نفسه مواجهة سلبية الآخرين الذين لايرون في هذه الرحلة الوهمية والخطيرة سوى جانب واحد، لذلك قام بجمع معلومات تتعلق بأولئك الذين يعملون على تضليل الشباب وقدمها لرجال الأمن. وحذر في رسالته الخطية من أنه سيلجأ إلى جهات عليا إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. بسبب مأساة لانزاروت تسعى باقي الأسر لفعل أي شيئ لمنع تكرار ما حدث. إنهم لا يعرفون جيدا كيف، ولكن بعض الآباء أو أقارب الضحايا بدأوا في التواصل مع بعضهم البعض. وبالرغم من أن الأفكار ماتزال غامضة إلا أن تأسيسهم رابطة للأسر ممكن جدا، كما هو الحال في داكار (السنغال)، حيث توجد جمعية لأمهات المهاجرين الذين لقوا حتفهم. وقد أبدى عدد من المنظمات غير الحكومية مثل جمعية الجنوب للهجرة والتنمية استعدادها لتقديم المساعدة لهذه العائلات والعمل معها حول هذا الموضوع . وبالرغم من أن الهجرة غير الشرعية ليست جديدة على المنطقة؛ إلا أنه لا توجد دراسة متعمقة حول أسباب هذه الظاهرة في جنوب المغرب. فبالمقارنة مع بلدان أخرى يكون فيها البؤس والجوع دافعا للسكان نحو الهجرة، إلا أن الوضع في الجنوب المغربي مختلف. فعلى الرغم من وجوده إلا أن أولئك الذين كانواعلى متن القارب الذي غرق في لانزاروت لم يكونوا يعيشون في ظروف يائسة، بل إن دوافعهم كانت مختلفة.وعلى صعيد آخر أفادت مصادر رسمية بلاس بالماس يوم الثلاثاء، أن أزيد من 1000 مهاجر سري قد وصلوا إلى جزر الكناري منذ بداية السنة على متن قوارب، وتوفي منهم 28 خلال العبور. وقد سجل الأرخبيل الإسباني خلال شهر يناير، تدفق حوالي 428 شخصا ينحدر أغلبيتهم من إفريقيا جنوب الصحراء. وقد تم استقبال 647 مهاجرا إلى غاية 24 فبراير 2009.وقد وصل آخر قارب إلى السواحل الكنارية في 16 فبراير، وعلى متنه 56 مهاجرا ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء.وساعات قبل ذاك غرق قارب يبلغ طوله خمسة أمتار بالقرب من شاطئ تيغيز شمال غرب لانزاروطي وعلى متنه 32 شخصا.وقد توفي 25 مهاجرا غرقا من بينهم سيدتين من كلميم وأسا (جنوب المغرب)، في حين أن ستة آخرين من بينهم مهرب مغربي (30 سنة) قد تم إنقادهم من قبل بعض الشباب الذين كانوا يتواجدون بالشاطئ خلال وقوع هذا الحادث المأساوي.