استمر البحث، صباح أمس، على جثث المهاجرين السريين المفقودين بعد غرق قارب كان يقلهم إلى ساحل مدينة طريفة الإسبانية بعد انطلاقه من ساحل ملاباطا شرق طنجة. ووفق مصادر أمنية إسبانية فإن عددا من زوارق الإنقاذ وطائرة هيلوكبتر بحثت لعدة ساعات عن المفقودين من دون جدوى، وهم يحملون جنسيات بلدان إفريقية جنوب الصحراء، باستثناء مهاجرين مغربيين، أحدهما ببشرة فاتحة والثاني ببشرة سمراء، وهما بين المفقودين. ويقدر الحرس المدني الإسباني عدد المفقودين بحوالي ثلاثين شخصا، بينهم ثمانية أطفال ورضّع يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقا على الفور بعد انقلاب القارب داخل المياه الإقليمية المغربية، وهو قارب بلاستيكي من نوع «زودياك». وكانت تقديرات أولية أشارت إلى أن القارب كان على متنه 40 شخصا، غير أن تصريحات الناجين تؤكد أن القارب، وطوله حوالي 7 أمتار، كان يوجد به أزيد من 60 شخصا، بينهم حوالي 15 امرأة ، 3 منهن حوامل، و8 أطفال. وكان قارب المهاجرين، انقلب في عرض مضيق جبل طارق على بعد حوالي 7 كيلومترات شمال طنجة، واستطاع 22 شخصا، 11 امرأة و11 رجلا، البقاء على قيد الحياة بعد أن ظلوا متمسكين بظهر القارب في عرض البحر. ولا يعرف على وجه التحديد السبب المباشر الذي أدى إلى هذه الكارثة الجديدة في مجال الهجرة السرية، خصوصا وأن الأحوال الجوية كانت جيدة في المضيق ليلة انطلاق القارب. وربما يكون عامل الازدحام ووجود نساء وأطفال على متنه سببا رئيسيا في غرقه، لأن 65 شخصا رقم ضخم بالنظر إلى أن قوارب الزودياك البلاستيكية غير مؤهلة لحمل هذا العدد من البشر. ويعتبر هذا الحادث مفاجئا بالنظر إلى أن سواحل طنجة تقلصت بها قوارب المهاجرين السريين بفضل المراقبة الأمنية المشددة من جانب الإسبان والمغاربة على حدِّ السواء، وهو ما جعل مهاجرين سريين أفارقة ومغاربة يبحثون عن نقاط انطلاق أخرى، من بينها السواحل الجنوبية للمغرب قبالة أرخبيل الخالدات (الكناري). ويسود اعتقاد في أوساط المهاجرات السريات الإفريقيات أن وصولهن إلى إسبانيا حوامل أو مع أطفال رضع يجعلهن يلقين معاملة خاصة، أو يحصلن فورا على أوراق الإقامة، وهي اعتقادات يكرسها سماسرة الهجرة السرية.