أعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن خشيتها من أن يكون سبعمائة شخص قد لقوا حتفهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين السريين أول أمس الأحد قبالة الشواطئ الليبية، في كارثة تعد الأسوأ حتى الآن في البحر المتوسط، بينما دعت إيطاليا إلى عقد قمة أوروبية قبل نهاية الأسبوع لبحث هذا الموضوع. وذكرت المفوضية وحرس السواحل الإيطالي أن 28 شخصا فقط نجوا من حادث الغرق، حيث تشير شهادات الناجين إلى أن نحو سبعمائة شخص كانوا على متن قارب الصيد البالغ طوله عشرين مترا، وفقا لما أفادت به المتحدثة باسم المفوضية كارلوتا سامي. وذكرت سامي أن القارب غرق على بعد نحو 111 كلم من السواحل الليبية أثناء محاولة المهاجرين الوصول إلى أوروبا. وعقب هذه الحادثة قال رئيس الوزراء الإيطالي ماثيو رينزي إن بلاده ستطلب عقد قمة للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن. ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي عن رينزي قوله في ختام اجتماع عاجل لمجلس الوزراء لدراسة الموقف، إن "ما تقوم به إيطاليا من جهد -وبشكل منفرد تقريبا- هو عمل فوق العادي، وسنطلب عقد قمة للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن (لم يحدده)". ووجه رينزي الشكر إلى 18 من السفن البحرية والصيد التي تقوم بعمليات الإنقاذ والبحث عن ركاب القارب المنكوب. وأضاف في مؤتمر صحفي إثر اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع والداخلية "لا نتحدث عن أمور عادية بل عن الحياة الإنسانية". من جهتها، حثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وضع هذه القضية على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية في لوكسمبورغ أمس الاثنين، كما دعت حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد إلى دعم التحرك لحماية المهاجرين السريين. وأضافت موغيريني في بيان "قلنا مرارا لن يحدث ثانية.. الآن حان الوقت لأن يتعامل الاتحاد الأوروبي مع تلك المآسي دون تأخير"، وتابعت "نحن بحاجة إلى إنقاذ الأرواح كلها بنفس قدر حاجتنا جميعا إلى حماية حدودنا ومحاربة الاتجار في البشر". ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى اجتماع عاجل لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد عقب الكارثة، مضيفا "علينا أن نتحرك" أمام "تسارع" الكوارث منذ مطلع العام، مشيرا إلى أنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإيطالي. كما اعتبر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أن "مصداقية" أوروبا على المحك وحان الوقت كي "تتحرك"، وأضاف "ينبغي أن يأتي الرد من أوروبا، والكلام لم يعد كافيا.. عليها أن تتحرك.. نحن الأوروبيين نجازف بفقدان مصداقيتنا إن عجزنا عن تجنب أوضاع مأسوية تجري يوميا". على الصعيد ذاته، ناشد البابا فرانشيسكو المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة للتأكد من "عدم تكرار مثل هذه المآسي"، ثم طلب من الحشود الصلاة من أجل "إخواننا وأخواتنا". وقال البابا لآلاف تجمعوا في ميدان القديس بطرس للاستماع لعظة الأحد بعد أن خرج عن النص المعد، "إنهم رجال ونساء مثلنا.. إخواننا يسعون لحياة أفضل.. هم جوعى ومضطهدون ومصابون وضحايا حرب.. هم يبحثون عن حياة أفضل". وطالب المفوض الأعلى للاجئين في الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريز الأحد بتحرك عاجل لمواجهة ما قد يكون "المأساة الأفظع" التي يشهدها مهاجرون في المتوسط على الإطلاق. ووفقاً لأرقام منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لقوا حتفهم العام الماضي في مياه البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الدول الأوروبية بطرق غير شرعية، في حين أشارت أرقام منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية الأهلية إلى وصول أكثر من خمسة آلاف مهاجر غير شرعي -بينهم 450 طفلا- إلى إيطاليا ما بين 11 و13 أبريل الجاري.