قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تخشى أن يكون 700 شخص لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين اليوم الأحد قبالة الشواطئ الليبية، في كارثة تعد الأسوأ حتى الآن في البحر المتوسط. من جانبها, قررت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وضع هذه القضية على جدول أعمال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في لوكسمبورغ غدا الاثنين. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى اجتماع عاجل لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد الأوروبي عقب الكارثة.
وأضاف "علينا أن نتحرك" أمام "تسارع" الكوارث منذ مطلع العام مشيرا إلى انه تحدث الى رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رنزي.
كما اعتبر رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي ان "مصداقية" أوروبا على المحك، وحان الوقت كي "تتحرك" وأكد "ينبغي أن ياتي الرد من أوروبا, والكلام لم يعد كافيا. عليها أن تتحرك. نحن الأوروبيين نجازف بفقدان مصداقيتنا إن عجزنا عن تجنب أوضاع مأسوية تجري يوميا".
وطالب المفوض الأعلى للاجئين في الاممالمتحدة انطونيو غوتييريز اليوم الاحد بتحرك عاجل لمواجهة ما قد يكون "المأساة الأفظع" التي يشهدها مهاجرون في المتوسط على الإطلاق.
وذكرت المفوضية وحرس السواحل الايطالي ان 28 شخصا فقط نجوا من حادث الغرق. وتشير شهاداتهم إلى أن نحو 700 شخص كانوا على متن قارب الصيد البالغ طوله 20 مترا, على ما أفادت المتحدثة باسم المفوضية كارلوتا سامي.
وافاد رئيس الوزراء المالطي جوزيف مسقط في لقاء سياسي ان عناصر الانقاذ "يحاولون العثور على ناجين وسط الجثث العائمة في البحر".
وبعد ظهر الأحد تم انتشال 24 جثة بحسب قوة خفر السواحل الايطالية التي لم تؤكد وجود 700 راكب على المركب، لكنها أشارت إلى انه "قادر على نقل مئات الأشخاص".
وافادت عند حوالى الساعة 15,00 (13,00 ت غ) أن أعمال البحث مستمرة لكن لم يعثر على ناج حتى تلك الساعة.
وهذه كارثة جديدة في سلسلة حوادث غرق قوارب المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى دول الاتحاد الاوروبي، على متن قوارب مكتظة غير متينة يديرها تجار بشر ينطلقون من ليبيا دون أي رادع وسط الفوضى التي تعم ذلك البلد.
وفي اكتوبر 2013 لقي اكثر من 360 افريقيا حتفهم عندما اشتعلت النيران في قارب صيد صغير كانوا على متنه على مقربة من شواطئ لامبيدوزا.
ووصفت تلك الكارثة في ذلك الوقت بأنها إشارة تنبيه للعالم, ولكن بعد ذلك الحادث ب18 شهرا, لا يوجد مؤشر على انخفاض عدد المهاجرين الذين يحاولون قطع هذه المياه الخطرة بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.
وياتي هذا الحادث بعد مصرع او فقدان 450 مهاجرا أخرين في حادثي غرق خلال اقل من أسبوع.
وصرحت البحرية المالطية انها تلقت إشعارا عن قارب يواجه مشكلة عند منتصف ليل (00,22 تغ) السبت. وكان القارب على بعد 177 كلم جنوب جزيرة لامبيدوزا الايطالية عندما اصدر نداء استغاثة, بحسب حرس السواحل الايطالي.
وعلى اثر ذلك طلب حرس السواحل الايطالي من سفينة شحن برتغالية قريبة من القارب التوجه الى موقعه للمساعدة. وعندما وصلت السفينة إلى الموقع كان قارب الصيد قد انقلب. ويرجح ان يكون السبب في ذلك تجمع كل ركاب القارب في جهة واحدة رغبة منهم في مغادرته عندما شاهدوا السفينة البرتغالية.
ووصل 17 قاربا الى المنطقة صباح الاحد للمشاركة في عملية البحث عن ناجين التي تنسقها قوة خفر السواحل الايطالية وتشارك فيها البحرية الايطالية والمالطية.
وندد عدد من المنظمات الدولية والانسانية مؤخرا بجمود السلطات الاوروبية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية "المطلوب وضع عملية ماري نوستروم اوروبية", وهذه التسمية أطلقت على برنامج لانقاذ المهاجرين استبدل في العام الجاري بعملية ترايتون الاقل امكانات وتقضي بمراقبة الحدود.
وقضى اكثر من 900 مهاجر منذ مطلع العام الجاري أثناء محاولة عبور المتوسط بين ليبيا وايطاليا, من دون احتساب الكارثة الاخيرة, مقابل اقل من 50 شخصا في العام الفائت عندما كانت عملية "ماري نوستروم" سارية.
من جانبه اطلق البابا فرانسيس الاحد نداء جديدا الى قادة الاتحاد الاوروبي يدعوهم الى العمل على وقف فقدان الارواح قبالة سواحل ايطالياالجنوبية.
وقال في كلمته الأسبوعية أمام المصلين في ساحة القديس بطرس "انهم رجال ونساء مثلنا".
قال متحدث باسم دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي اليوم الأحد إن توسك يبحث الدعوة لعقد قمة خاصة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة اللاجئين في منطقة البحر المتوسط وسيتخذ قرارا بعد إجراء مشاورات.
وقال توسك نفسه عبر موقع تويتر إنه يتحدث مع زعماء الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية بشأن "كيفية تخفيف حدة الوضع" بعد انقلاب سفينة صيد أثناء الليل قبالة ساحل ليبيا وغرق ما يصل إلى 700 مهاجر.
وقال المتحدث إن توسك رئيس الوزراء البولندي السابق الذي يرأس الآن مجلس زعماء الاتحاد الأوروبي سيتخذ بعد المشاورات قرارا بشأن احتمال عقد قمة استثنائية.
وفي ايطاليا، دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي حكومته إلى اجتماع طاريء اليوم الأحد بعد أنباء عن غرق ما يصل إلى 700 مهاجر قبالة سواحل ليبيا في البحر المتوسط.
واجتمع رينتسي مع وزرائه ومنهم وزيرا الداخلية أنجيلينو ألفانو والخارجية باولو جينتيلوني في مقر الحكومة بالعاصمة روما.
وفي حال تأكد غرق 700 مهاجر ستكون هذه الكارثة من أسوأ الكوارث في أزمة المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب حوض المتوسط، كما سيرفع عدد القتلى منذ بداية العام إلى أكثر من 1500 شخص مع تدفق المهاجرين الهاربين من الفقر والحرب وعدم الاستقرار في الدول المحيطة بالصحراء الأفريقية والشرق الأوسط.
ويتعرض مسؤولون كبار في أوروبا لانتقادات من منظمات دولية للإغاثة تؤكد الحاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل.