لقيت مداخلة البرلماني مختار غامبو في البرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) اهتماما كبيرا من طرف النواب الأوروبيين المشاركين في الندوة الدولية بباريس حول موضوع "تحديات الهجرة واللجوء في الوقت الراهن" والتي أطرها المفكر السياسي المعروف "جاك آتالي" إلى جانب رئيسة الجمعية البرلمانية بمجلس أوروبا السيدة "آن براسور" بحر الأسبوع المنصرم. هذا، وتناول المختار غامبو الأستاذ الجامعي بالولايات المتحدةالأمريكية وعضو المجلس الأوروبي عدة محاور إستراتيجية أهمها سياسة الحدود ومشكلة الهجرة واللجوء، والعلاقة بين الهجرة والتطرف، وصورة المهاجرين في الإعلام الأوروبي. وفي تعليقه عن احتمال قبول عضوية الجزائر و تونس كشريكين جديدين في مجلس أوروبا، طالب الدكتور مختار غامبو أمام أعضاء المجلس الأوروبي إقناع الجزائر بالانضمام إلى مجهودات المغرب الرامية إلى بلورة سياسة حدودية مغاربية وافريقية مشتركة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تطرحها مشكلة الهجرة السرية وتدفق اللاجئين، وقد حذر الأكاديمي مختار غامبو وعضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية البرلمانيين الحاضرين والممثلين لأكثر من 40 دولة أوروبية من صعود الشعبوية الأوروبية التي تستغل ورقة اللاجئين والمهاجرين لتبرير حملاتها العنصرية، رغم أن منفذي أغلب العمليات الإرهابية الأخيرة يوضح غامبو أنهم ولدوا وترعرعوا في أوروبا نفسها. وفي المقابل أشاد الدكتور غامبو خلال مداخلته بموقف بعض دول الاتحاد الأوروبي التي دعت إلى التعاون مع المملكة المغربية من أجل إنجاح سياسة الإندماج عبر فتح مراكز ثقافية متعددة للجالية، وتكوين المؤطرين الدينين في المساجد بالمدن الأوروبية الكبرى لترسيخ قيم التسامح والتعاون بين مختلف الديانات والحضارات، أم فيما يتعلق بأزمة تدفق اللاجئين فقد أكد النائب البرلماني عن إقليم الدريوش أن المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين "لا تعدوا سوى مسكن لتخفيف الألم ولكنه لا يعالج المرض"، ولذلك دعى القيادي بالحركة الشعبية الدول الأوروبية إلى الاستثمار الاقتصادي والحد من هجرة الأدمغة، وتشجيع بناء مؤسسات ديمقراطية في البلدان المصدرة للاجئين والمهاجرين خصوصا في افريقيا جنوب الصحراء ودول الشرق الأوسط. وفي الأخير عبر الدكتور غامبو سليل منطقة لعسارة بجماعة امهاجر عن استعداد المغرب لتحويل حدود المتوسط من بؤرة العنف والتوتر إلى جسر للحوار والتعاون بين دول الشمال ودول الجنوب.