قدم النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، الدكتور مختار غامبو، بحر الأسبوع المنصرم بمدينة لاغوس البرتغالية، عرضا مفصلا حول موضوع "العلاقة البنيوية بين الهجرة والتنمية" خلال فعاليات أشغال منتدى حوار شمال جنوب حول الهجرة، الذي نظمه مجلس أوروبا بالبرتغال. هذا، ووسط حضور كبير من البرلمانيين الأوروبيين والبرلغالين، ورؤساء جمعيات حقوقية ومدنية أوروبية، إلى جانب أساتذة مختصين، حذر الدكتور غامبو وهو عضو دائم في لجنة الهجرة والاندماج بمجلس أوروبا، من التوظيف العنصري والسياسوي لمسألة الهجرة من طرف اليمين المتطرف، داعيا الحكومات الأوروبية إلى التعاطي مع الهجرة بمثابة فرصة اقتصادية وثقافية فريدة من نوعها، سواء في البلد الأصلي أو بلد الإقامة، رغم أن بعض المسؤولين مازالوا يعتبرنها عبأ أو تهديدا للاستقرار الإجتماعي. وأوضح الأستاذ الجامعي بالولايات المتحدةالأمريكية مختار غامبو، أن مساهمة المهاجرين خصوصا في السياق المغربي، تقوم على أربع محاور أساسية، أولا التحويلات المادية، ثانيا استفادة البلد الأصلي من كفاءة جاليته بالخارج، ثالثا الإهتمام المتزايد للمهاجرين بالاستثمار في بلدهم الأصلي، رابعا مساهمة المهاجرين في تنشيط القطاع السياحي، جل هذه المحاور يقول الدكتور غامبو سليل منطقة بني وليشك، تساهم في الإقلاع الإقتصادي بتنشيط الرواج التجاري، وتوفير فرص الشغل.. وأضاف النائب البرلماني عن إقليم الدريوش، أن انخراط المهاجرين في المشاريع التنموية في بلدهم الأصلي يمكنها أن تحد من الآثار السلبية لهجرة الأدمغة إلى بلدان الشمال، والتي تستنزف الرأسمال البشري في الدول النامية، وتحرمها من الاستفادة من التكنولوجيا واقتصاد المعرفة.. وعبر عضو المكتب السياسي لحزب السنبلة، أن هذا المنتدى لا يمكنه أن يحقق أهدافه المسطرة إذا عجز عن إقناع الدول الأوروبية والإفريقية لتحويل الحدود الاقتصادية والسياسية الموروثة إلى جسور للتعاون والحوار لمحاربة التطرف والإرهاب من جهة، والحد من آفات الاتجار في البشر والمخدرات والسلاح من جهة ثانية.. وفي جوابه عن سؤال الوفد البرلماني الجزائري حول التعاون جنوب-جنوب، وضح الدكتور مختار غامبو، أن المغرب بلد ريادي لا يحتاج إلى تلقي الدروس من بعض بلدان الجوار خصوصا في موضوع الهجرة، بعد أن سوى الوضعية القانونية لأكثر من 18 ألف مهاجر ولاجئ، في حين أن الجزائر مازالت مستمرة في إغلاق الحدود، واستغلالها لأغراض سياسية مكشوفة، "لماذا لا توجهون السؤال إلى حكامكم" يتساءل المختار غامبو مخاطبا الوفد الجزائري عوض تغليط البرلمانيين حول نواياكم الحقيقة !! وفي الأخير تناوب البرلمانيين الأوروبيين والمغاربة على مدى يومين من فعاليات هذا اللقاء الدوالي بالإشادة بالمواقف الجريئة للمملكة المغربية، ودورها الريادي في المنطقة كنموذج للاستقرار والسلم الإجتماعي والتطور السياسي والإجتماعي والثقافي.