عاش ركابّ حافلةٍ كانت في طريقها إلى مدينة الناظور، قادمةً إليها من البلدة الضاحوية بني أنصار، زوال أمس الأحد، على أعصاب مشدودة طوال المسافة التي قطعتها الحافلة من نقطة إنطلاقها إلى غاية حيّ ترقاع، حيث أوقفت المصالح الأمنية عربدة نحو 10 شبّانٍ، بعدما قاموا بترويع الركّاب ولإفزاعهم وذلك بالإعتداء عليهم وكذا التحرّش بالفتيات أمام مرأى ومسمع الجميع، دون إعارة أيّ إعتبار لأحدٍ ولا حتى دعوات بعض النساء اللواتي توّسلن للشبّان المنحرفين قصد الكفّ عن أذى مسامعهن بكلام نابي وخادش للحياء خصوصا وأنهنّ يتوجدنّ رفقة أبنائهنّ. وحسب إدلاءَات عدّة ركّابٍ كانوا على متن الحافلة التي زرع الشبّان ال10 داخلها الفزع والرّعب، فتفاصيل مجريات الواقعة تعود إلى زوال يومٍ أمس، عندما إلتحق بالحافلة تباعاً، هؤلاء المنحرفين الذين بدا من خلال مظهر هندامهم أنهم كانوا يقضُون النهار في الإصطياف بشاطئ بني أنصار، قبل أن يعمدوا أثناء التحدّث فيما بينهم، إلى إطلاق الكلام النابي والداعر على عواهنه دون مراعاة شعور عموم باقي الرّاكبين على متن الحافلة. وفي غضون ذلك قام بعض هؤلاء المُعربِدين بالإعتداء على بائعٍ للحلويات بواسطة الضرب، الأمر الذي دفع بأحد الركاب للإنبراء لصدّ عدوانيتهم ووقف غيّهم، قبل أن يقدموا مرّة أخرى على إشباع هذا الأخير ضربا مبرحاً وسط صَمْتِ وصَغْرِ الجميع، وهو ما شجّع هؤلاء المنحرفون على التمّادي في غيّهم دون أن يجدوا من يردعهم عن أفعالهم الإجرامية الطائشة، حيث قاموا بتكسير أجزاء من الحافلة، كما لم يتورعوا في الإعتداء على ركّاب آخرين تسبّبوا في إصابتهم بجروح دامية وُصفت بعضها بالبليغة، الشيء الذي إضطر بعض الركّاب إلى الإتصال خِفيةً بمصالح الأمن لإخطارها بالنازلة. وقد أنهت عناصر الشرطة القضائية المصحوبة بعناصر الصقور الدراجين التابعين للمنطقة الأمنية بالناظور، فصول سيناريو الرعب، فور إلتحاقها بالحافلة المعنية بعد تحديد مكان تواجدها بإحدى المحطات بحيّ ترقاع القصيّ عن الناظور المركز بحوالي 4 كيلومترٍ، حيث أفلحت في إعتقال شابّيْن إثنيْن من زمرة المنحرفين، فيما باقي زملائهما تمكّنوا من اللّوذ بالفرار إلى وجهات مجهولة لحظات قبل المُباغتة الأمنية، ليجري إقتياد الموقوفين إلى مركز المنطقة الأمنية بغية تحرير المحضر، كما عملت على إلحاق كل الركّاب الذين كانوا على متن الحافلة إيّاها، بالمركز الأمني من أجل الإدلاء بشهاداتهم في النازلة، للقيام بملاحقة باقي الجنّاة عقب تحديد هوية كلّ نفرٍ منهم.