أصبح الهجوم على الحافلات العاملة داخل المجال الحضري لمدينة الرباط مشهدا يتكرر كل مرة، إذ هاجم مجموعة من الشباب بحي يعقوب المنصور، نهاية الأسبوع الماضي، حافلة حضرية كانت متجهة إلى باب الحد بالحجارة وقاموا بتشويه واجهتها الخارجية. الحافلة التي كانت ممتلئة بالركاب تلقت وابلا من الحجارة دون وقوع خسائر مادية كبيرة لأن الحجارة لم تخترق الزجاج الخارجي للحافلة فيما زاد سائق الحافلة من سرعتها مخافة أن تنفذ الحجارة إلى داخل الحافلة وتصيب الركاب. وقال بعض الركاب للجريدة إن الاعتداء على الحافلات من طرف فتيان صغار يتكرر مرات عديدة في الأسبوع، خاصة في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، مؤكدين في الآن نفسه أن "الأقدار وحدها أنقذتهم من هجوم غير متوقع أبطاله شبان صغار دافعهم الوحيد هو مهاجمة الحافلة". وأضاف الركاب أن الأمر يتعلق في بعض الأحيان بهجوم يقوده العشرات من الأطفال والشبان، بدون أي دافع، لاسيما أن بعض الأحياء تشهد انفلاتا أمنيا مما يعطي فرصا إضافية للهجوم على الحافلات، مبرزين أن سلامة راكبي الحافلات أصبحت محط خطر حقيقي "فإذا كان الركاب نجوا هذه المرة من هذه الهجمات، فإنهم لن يفلتوا في المرة المقبلة، تصوروا أن الحجارة كانت تحاصر الحافلة من كل الجهات، ونحمد الله أن الهجوم لم يدم سوى ثوان قليلة". في السياق نفسه، قال الركاب أنفسهم إن الخطر يزداد أكثر في مباريات كرة القدم حيث يصبح من المستحيل الركوب على متنها "إذ يسيطر شبان غاضبون في غالب الأحيان على الحافلة علاوة على أنهم لا يدفعون ثمن التذكرة، ولا يسمحون للركاب المشتركين بالجلوس"، موضحين في الآن نفسه: "أثناء المباريات صرنا نخشى من هجوم بالحجارة وبالأسلحة، خاصة وأن بعض سائقي الحافلات يرفضون رفضا قاطعا أن يستقل مشجعو الفرق المحلية الحافلات مما يترتب عنه هجوم فوري على الحافلة وعلى سائقها وكثيرا ما حدثت هذه الأمور". ولم يتوان نفس الركاب عن التأكيد على أن فترات مباريات كرة القدم، وخلال الديربيات المحلية ليس من حق أحد الركوب في الحافلات حتى هؤلاء الذين يتوفرون على اشتراكات أو البعيدين عن مركز المدينة خشية التعرض لهجوم "وهذا الأمر ليس وليد اليوم فقد حدث عشرات المرات"، داعين في الوقت نفسه السلطات إلى التدخل الفوري لإيجاد حل لهذا المشكل". الركاب الذين عاشوا لحظات رعب حقيقية أكدوا ل"المساء" أنهم سيراسلون المجلس الحضري للمدينة وسيراسلون والي الرباط وسيبعثون بعرائض احتجاجية إلى إدارة الأمن الوطني لتوفير دوريات أمنية في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، لاسيما أثناء المباريات حتى لا تتحول رحلة قصيرة في الحافلة إلى كابوس حقيقي".