يتهيأ ملايين الأعضاء في منظمة العفو الدولية، من شتى أرجاء العالم، للمشاركة في حملة "أكتب من أجل الحقوق" وهي أضخم حملة سنوية لحقوق الإنسان في العالم. وفي هذه الحملة ستتم تعبئة مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم من أجل تغيير حياة الأفراد المعرضين للخطر من خلال القيام بنشاط بسيط، وهو إرسال رسالة. ففي الفترة من 3 إلى 17 دجنبر، سيقوم أشخاص من أكثر من 80 بلداً في شتى أنحاء العالم بحملة من أجل 12 فرداً ومجتمعاً يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان. وسيقوم المشاركون في الحملة بالإشارة إلى الحكومات المسيئة بالاسم وتحميلها المسؤولية المشينة عن الانتهاكات ومطالبتها بمساعدة الذين يعانون من قمع الدولة. وتتوقع منظمة العفو الدولية أن يتم إرسال أكثر من مليوني رسالة وفاكس ورسالة إلكترونية وتغريدة ورسالة نصية خلال مجرى الحملة. وقال سليل شتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية: "إن حملة الكتابة من أجل الحقوق تعتبر مبادرة رئيسية، تتجه مباشرةً إلى صلب عمل منظمة العفو الدولية، وهو التحرك دفاعاً عن الآخرين، وإظهار التضامن مع أولئك الذين يقفون بشجاعة ضد الظلم."فمن الجزائر إلى سلوفينيا، ومن هونغ كونغ إلى المغرب، ستُنظم سلسلة من الفعاليات لترويج القضايا، ومن بينها الحفلات الموسيقية، وفن الرسم على الجدران (الغرافيتي)، وكتابة الرسائل وتحركات على التويتر على مدى 24 ساعة. وسيركز الفرع المغربي على 3 حالات، مطالبا: المملكة العربية السعودية بالإفراج عن رائف بدوي الذي حكم ب 10 سنوات سجن و 1000 جلدة وغرامة مالية ضخمة في عام 2012 لنشر رسائل مؤيدة للديمقراطية على الإنترنت. الولاياتالمتحدةالامريكية بالإفراج عن تشيلسي مانينغ التي تقضي حاليا حكما بالسجن لمدة 35 لتسريب مواد حكومية تشير إلى انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان والقانون الدولي إلى موقع ويكيليكس على شبكة الإنترنت. الصين بالإفراج عن ليوبينغ المحكوم عليها بستة سنوات ونصف سجنا لأنشطتها لمكافحة الفساد وخاصة تنظيمها لفعالية ناشدت من خلالها الحكومة الصينية أن تصعد من مكافحتها للفساد وتدعوها لمزيد من الشفافية. وتجدر الإشارة إلى أن ماراطون الرسائل من أجل الحقوق يعتبر تظاهرة للتضامن الأممي. كما أن له تأثيراً إيجابياً قوياً على حياة الأفراد الذين تتعرض حقوقهم الإنسانية للخطر. إذ أن من السهل تجاهل رسالة واحدة موجهة إلى السلطات، ولكن من الصعب تجاهل آلاف الرسائل التي تطالبها بإجراء تغييرات في أوضاع حقوق الإنسان. إننا نعرف من خلال النضال الذي استمر عقوداً أن كتابة الرسائل يمكن أن تنقذ أرواحاً وأن تغير حياة بشر. خلفية لقد حققت حملة "اكتب من أجل الحقوق"، منذ بدئها، نتائج ملموسة في مجال إطلاق سراح سجناء الرأي. كانت بداية الحملة في بولندا في عام 2003. والآن وبعد مرور 11 سنة أصبحت هذه الحملة اكير حملة لحقوق الإنسان في العالم بمساهمة أكثر من 2.3 شخص ينتمون لأكثر من 140 دولة. ففي 22 نونبر 2013 أُطلق سراح الناشطة الكمبودية من أجل حقوق السكن يورم بوفا بكفالة وإطلاق سراح ناشطين روسيين بعد توصل حكوماتهم بسيل من الرسائل من مختلف أقطار العالم يطلبون إنصافهم. وبعد أيام قليلة من لمِّ شملها مع عائلتها ومجتمعها المحلي، كتبت يورم بوفا إلى منظمة العفو الدولية تقول: "شكراً لأنصار منظمة العفو الدولية، لقد تكلَّلت حملتكم بالنجاح مثلما يُظهر إطلاق سراحي! ولكن قضيتي لم تنته بعد. أرجو مواصلة دفع الحكومة الكمبودية إلى إنهاء الدعوى القانونية المرفوعة ضدي. وأرجو مساعدتي ومساعدة مجتمعي وعدد من الأشخاص الآخرين في كمبوديا! يمكننا تحقيق أقصى النجاح إذا عملنا جميعاً معاً!" أما بالنسبة للأشخاص الذين مازالوا يقبعون في السجن، فإن رسائل الدعم لهم لا تُقدر بثمن: "لقد غمرني سيل من الرسائل والبطاقات البريدية. وقد قضيت عطلة رأس السنة في قراءة مئات الرسائل والبطاقات البريدية. ويمكنني أن أقول بصدق إنني لم أفوِّت رسالة واحدة منها"- أليس بيالياتسكي، مدافع عن حقوق الإنسان يقبع في السجن في بيلاروس.