سعياً منها للتعريف بالفئة الانتيليجينسية للمنطقة، توَخّت "ناظور سيتي" إدراج هذه التوليفة الفنية والثقافية كبريد سريع سيتّم عبره بعث رسائل قصيرة بشكل مستعجل كلّ يوم خميس، لشدّ انتباه القراء الكرام إلى فاعلين ونخبويين وفنانين لامعين، بصموا أو ساهموا في إثراء المشهد الثقافي والفني لمدينة الناظور تحديداً، ولمنطقة الريف عموماً.. سواء أولئك الذين ما زالوا في أوج عطاءاتهم، أو أولئك الذين طالهم النسيان وانزوُوا إلى هوامش قَصِيةٍ من غرف صمت العزلة والفقدان، بعدما تكشّف لهم بعد فوات الآوان أنهم أعطوا للوطن الشيء الكثير ولكن الوطن لم يعطيهم بالمقابل حتى الشيء القليل.. لا سيما كذلك الذين رحلوا غداة تركهم في سماء الفن والثقافة بالريف نجومهم ساطعة ما تزال تُومض بريقاً ولمعاناً لا يخفتان مع مرّ الزمن.. فالذاكرة الجماعية المشتركة التي سنخال هذه الفقرة -على بساطتها - واحدة من تجسيداتها الناطقة بلسانها، لن تُغيِّب أحدا، وفاءً للذكرى الجميلة الوامقة التي وشمتها أسماء وألقابٌ في أنفسنا ووجداننا كافةً.. "ناظورسيتي" تستحضر خلال هذا الأسبوع رسائل للأسماء الآتية: فاطمة الورياشي (شاعرة ريفية): لا حاجة بِ"ناظور سيتي" لتذكير قرائِها بكونكِ الشاعرة نَمْبروَانْ في كلِّ الريف، ذاك الريف الذي سَكنكِ وسكنتيه، وصانعة نجوم الغنية الريفية الجادة باِمتياز كالشّبل خالد اِزري محبوب الملايين، ووجاهة الحقِّ ما جاء من الأعداء قبل الأصدقاء.. ظللتِ اِلى اليوم أيقونة شعر النضال والقضية والرسالة، قصائدك المكلُومة تَدوي كما تَدوي الصواعق بصرخاتٍ حادّةٍ تتردد صداها جبال الريف فلا تسكت، صرخاتٌ مُدوية تصدح بها الحنجرة بأعلى ما في الصوتِ من صوتٍ حتى تتناسب وحِدَّة الوجع.. ديوان "يَسْرمْذايي وَوَارْ" مِنصّةُ اِطلاقٍ لصواريخ بلاغية لا تُخطئ أهدافها المحددة.. غير أن محبِّيك وقراءَك الكُثر يفتقدون لاِطلالاتِك المُشرقة، طالما جروح الريف لم تندمل بعدُ، وما دام في العمرِ عُمراً للاحتراق والتوهّج. الطيّب العمراني (مناضل وافته المنية قبل أسبوعين): ماذا عسانا نجترح في حقّك من الكلمات وقلب رفاقك، رفاق درب المحنة وقسوة الوطن، ما يزال ينزف لأجل رحيلك.. اِنّا في هذا المقام لن نبعث لك برسالة، اِذْ لا رسالة بعد رسالتك، أقول اِذ لا رسالة اِلاَّ رسالتك.. لقد أوصلتَ الرسالة وأبلغتَ الصرخة وأدّيتَ الأمانة فلترقد روحك الطاهرة في مرقدها بسلام. فخر الدين العمراني (سيناريست ومخرج مسرحي): لقد حلّتْ بك النازلة وبكيتَ.. بكيتَ وقوفاً ولم تَخّرَ أرضاً، ومن يعرفُكَ عن قرب سيعي جيداً أنك ما ذرفتَ العبَرَات ضعفاً، واِنما من شقّ مثلكَّ طريقهُ نحو التألُق تحت أضواءِ المشهدِ الثقافي، وَوقف أمام فوهة المدفع وجهاً لوجه، في زمن ريفي متصلّب يزرح تحت وطئة معادلات صعبة للغاية، عناوينه العريضة البؤس والاكراهات والمطبات والانعطافات، كشجرة لا تموت اِلا واقفة بكل أناة في مهبِّ الريح، ليَحفر اِسمهُ بمِشْراط القلم على جدار الذاكرة الجماعية المشتركة لدى الريفيين، لن تحبط عزيمته يقيناً في تجاوز مثل النازلة التي حلّت بك مؤخراً، اِذ تواسيك "ناظور سيتي" في مصابك الجلَل، ومُناها أن تتجاوز المحنة بلا خسائر، حتى تعود اِلى معانقة الركح مجدداً بهمَّة أعلى وأقوى.. ولمن لم يصله صدى صيتك بعدُ، نقول أن فخر الدين العمراني صانع عددٍ أوفر من "نجوم" الريف في ميادين المسرح والسينما والتلفزيون. عبد الله شارق (رئيس فرع الناظور لاتحاد كتاب المغرب): التاريخ وَشمَ في حقّك أنك واحدٌ من الرواد الثلاثة المؤسسين لانطلاقة الحركة الثقافية بالريف، اِلى جانب أشقائك في الرّضاعة من ثدي هُموم الكلمة والابداع القطبين الحسين القمري ومحمد أقوضاض.. رسالتنا إليك نستهلها بتحايا التقدير ونختمها بالدعاء لك بالشفاء العاجل عمّا ألم بك مؤخراً. محمد لعروسي المُلقب ب"خيرة" (مؤسس فريق هلال الناظور لكرة القدم): قدّمتَ خدماتٍ جليلة لا تحصى لفريق هلال الناظور لكرة القدم، وأسديتَ تضحيات جسام لا حصر لها، في سبيل الرقي بسائر الرياضة الناظورية، وخدمتَ فريقك الذي أفنيتَ زهرة عمركَ لأجل اِيصاله أيام المجد، فَحققتَ المبتغى، ما اِصطفاك في مقام الأب الروحي للرياضة الناظورية.. لذلك فالأجيال المتعاقبة بعدك لم ولن تنساك، بَيد أن ما يُسجل من مُؤاخذاتٍ على مسئولي مكتب الفريق المعلوم، عدم مبادرتهم الى إقامة تكريم ولو رمزياً، استحضارا لصدى طيب ذكراك.. واحسرتاه على هلالٍ بعدكَ اِنطفأ ضياؤه.