العاشر من أكتوبر من كل سنة يترقب العالم من سوف يكون محظوظا لنيل جائزة نوبل للسلام، أما في المغرب فهو العيد الوطني للمرأة. هذا العيد الذي عهدناه يجتر تكرار ذكر نساء ينتمين إلى العائلات البورجوازية والحركة الوطنية ونساء من عائلات نافذة. قيدومة الصحفيات من بين الشطحات والأكاذيب التي يسردها الإعلام هو أن أول امرأة اشتغلت في مجال الصحافة هي السيدة مليكة الفاسي، هذه المرأة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه حيث تعد المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944). لوقت طويل كانت تعتبر السيدة الفاسي السباقة لولوج عالم الصحافة، لكن هذا غير صحيح، فالسيدة ارحيمو المدني هي السباقة إلى عالم الصحافة حيث نشر لها أول مقال بجريدة الريف الصادرة بتطوان بتاريخ 15 أكتوبر 1936، وهكذا يكون قد مرت 78 سنة عن نشر أول مقال لسيدة مغربية ولها مقالات أخرى بمجلة "الأنيس التطوانية". من تكون السيدة ارحيمو المدني؟ هي بكل فخر كريمة المجاهد السيد القائد ميمون المدني رفيق الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، ريفية الأصل نشأت بشفشاون ثم انتقلت إلى طنجة. عملت أستاذة في مدرسة البنات العربية بالقصبة (طنجة). ثم أستاذة للتدريس في المدرسة الاسبانية للبنات. ويعود إبراز أسبقية السيدة ارحيمو المدني عن السيدة مليكة الفاسي في عالم الصحافة إلى الأستاذ رشيد العفاقي (باحث من طنجة، انظر دعوة الحق، ع 399/ مارس 2011). وقفة مع أمينة اللوه ولدت السيدة أمينة اللوه سنة 1926 بتطوان، أصولها تعود إلى قبيلة بقيوة (الحسيمة). تعتبر أول امرأة تنال شهادة الإجازة، حيث حصلت عليها سنة 1957 بكلية الآداب بجامعة مدريد. وقد كانت أستاذة باحثة بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمدينة الرباط. كما لها مشاركات إذاعية تحرض فيها على الدفع بالمرأة للمساواة مع الرجل في الحقوق والعلم والثقافة. كما دأبت على نشر مجموعة من المقالات في الجرائد والمجلات، لها مجموعة من المؤلفات أشهرها "الأميرة خناثة بنت الشيخ بكار" (زوجة مولاي إسماعيل). ونالت أمينة اللوه عن هذا التأليف جائزة المغرب عام 1954، ولها كتابان آخران، الأول عن الطفولة المغربية، والآخر غن الأخوين محمد وامحمد عبد الكريم الخطابي. وقد اشتهرت السيدة اللوه بترجمة روائع الشعر الاسباني إلى العربية. أما عن والدها فهو السيد عبد الكريم أحد رفاق الخطابي، الذي اشتغل بسلك الدبلوماسية حيث كان يبعثه الخطابي إلى انجلترا ممثلا للثورة الريفية وكذلك إلى طنجة. أما عمها فهو العربي اللوه، أحد علماء الريف، ووالدتها هي السيدة رقية بنت أحمد الخطابي أحد بنات أعمام عبد الكريم الخطابي، وكانت وفاتها يوم 05 يناير 1986.