صدر ضمن سلسلة (أبحاث وأعلام) التي تشرف عليها وتصدرها الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي، كتاب بعنوان : (محمد عبد الكريم الخطابي وقضايا مغرب اليوم) في جزءين (318 صفحة - 398 صفحة)؛ الأول يضم خلاصة لأعمال اليوم الدراسي الاحتفائي الذي نظم في بيت آل محمد عزيز الحبابي يوم 5 فبراير 2005، والثاني يضم نصوصًا عن محمد عبد الكريم الخطابي كتبها أقطاب الفكر والثقافة والنضال الوطني في المغرب. وكتبت الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي، أرملة الفيلسوف المغربي الدكتور محمد عزيز الحبابي، مقدمة مستفيضة في ثلاثين صفحة للجزء الأول، تحدثت فيها عن القيمة المضافة للزعيم محمد عبد الكريم الخطابي، واستعرضت وقائع اليوم الدراسي الاحتفائي الذي » كان من نتائجه الكشف عن بعض الخبايا والخصائص المتعلقة بجهاد الزعيم بن عبد الكريم ومشاريعه الإصلاحية، وتصحيح بعض الاعتقادات والآراء الخاطئة التي كانت تروج في بعض الأوساط والتيارات المتعارضة«. وقد خصص القسم الأول من الجزء الأول، للكلمات والعروض التي ألقيت في اليوم الدراسي، تتصدرها كلمة افتتاحية للأستاذ أبي بكر القادري، ثم كلمة للدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي باسم بيت آل محمد عزيز الحبابي، وكلمة للدكتور علي الإدريسي باسم مجموعة بحث محمد بن عبد الكريم الخطابي، وكلمة للسيدة عائشة الخطابي بنت الزعيم باسم الأسرة. وتحت عنوان : (مواقف نضالية في حياة محمد عبد الكريم الخطابي)، تحدث في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور أحمد الحمداوي، كل من الكولونيل الهاشمي الطود عن (الصراع الحزبي المغاربي في القاهرة والاختلاف مع الأمير الخطابي حول منهجية التحرير)، والأستاذ محمد علي الطود الذي ألقى كلمة بعنوان (فخار واعتزاز بكفاح الريفيين)، والأستاذ ميمون الشرقي الذي تحدث عن (راهنية الرؤية السياسية لمحمد عبد الكريم الخطابي)، كما تحدث الأستاذ محمد النشناش عن (محمد عبد الكريم الخطابي رمز النضال)، والدكتور زكي مبارك عن (الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في فجر استقلال المغرب وموقف محمد عبد الكريم الخطابي منها)، والأستاذ مصطفى اللوه عن (محمد بن عبد الكريم الخطابي في المصادر العربية والأجنبية). وفي الجلسة الثانية التي خصصت لموضوع (صدى ثورة محمد عبد الكريم الخطابي وراهنية أهدافها) والتي أدارها الأستاذ محمد معروف الدفالي، تحدث كل من محمد لخواجة عن (قراءة في رسالة محمد عبد الكريم الخطابي إلى محمد بن الحسن الوزاني)، والأستاذ رشيد الرحا عن (محمد عبد الكريم الخطابي وحرب التحرير في الريف)، والدكتور أحمد زيادي عن (أصداء الثورة الريفية في القصة القصيرة)، وأحمد برحو عن (محمد بن عبد الكريم الخطابي وأسباب إعلان جمهورية الريف). وأعقبت هذه الكلمات ملخصات وافية للمناقشات التي دارت بالمناسبة شارك فيها الأساتذة : محمد بنجلون الأندلسي، ومصطفى الكثيري، ومحمد القاضي، ومحمد معروف الدفالي، وعبد الحكيم بن شماس، وعبد السلام بوطيب، وأحمد الحمداوي، ونجيب الوزاني، وعبد الكريم المساوي، والتهامي القايدي، وأمينة ابن الشيخ، وأمينة الوزاني، وأحمد المرابط، ومصطفى المعتصم، والكولونيل الهاشمي الطود، وعلي الإدريسي. ونشرت في هذا الجزء قصيدة للشاعر الأستاذ مفدي زكريا (إلى الريفيين)، وقصيدة للشاعر الأستاذ عبد اللطيف النصف (ليث العرب). أما الجزء الثاني الذي قدمت له الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي بمقدمة مهمة، فقد استهل بفقرات من كتاب (التحدي) لجلالة الملك الحسن الثاني، تحدث فيها عن الزعيم الخطابي في الفصل الأول المخصص لفترة الحماية. ثم نشر في هذا القسم فصل من كتاب الأستاذ علال الفاسي (الحركات الاستقلالية في المغرب العربي) عن الحرب الريفية، أعقبه فصل من كتاب الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني (مذكرات حياة وجهاد : التاريخ السياسي للحركة الوطنية التحريرية المغربية الجزء 2 عن حرب الريف)، وضم هذا الجزء أيضًا، النص الكامل لكتاب الأستاذ عبد الله كنون عن الزعيم الخطابي الذي نشر ضمن سلسلة (ذكريات مشاهير رجال المغرب)، وفصلا ً من كتاب الأستاذ أبي بكر القادري (رجال عرفتهم في المغرب والمشرق) بعنوان : (محمد عبد الكريم الخطابي الثائر العظيم ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني)، وفصلا ً من مذكرات الأستاذ عبد الهادي بوطالب (ذكريات .. شهادات .. ووجوه) عن الزعيم الخطابي، وفصلا ً من كتاب الأستاذ عبد الكريم غلاب (الماهدون الخالدون) عن (الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي : التحرير من الأسر)، وفصلا ً من مذكرات الأستاذ الحاج أحمد معنينو (ذكريات ومذكرات الجزء الأول) عن الزعيم الخطابي. كما نشرت في هذا الجزء شهادة للدكتور عبد الهادي التازي بعنوان : (مع البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي في القاهرة)، تلتها شهادة للأستاذ عبد العزيز بنعبد الله بعنوان : (الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي يخاطب جلالة المغفور له محمد الخامس ب «ملكي»)، ثم تعليق عن وفاة الزعيم الخطابي كتبه الأستاذ محمد العربي المساري وأذيع من إذاعة الرباط في شهر فبراير سنة 1963، وهو أول نص تمجيدي للأمير الخطابي يقع بثه في جهاز رسمي مغربي، ثم مقال للأستاذ عبد المجيد بن جلون نشر في الملحق الثقافي لجريدة «العلم» في شهر يوليو 1977 بعنوان : (محمد بن عبد الكريم الخطابي زعزع أركان الاستعمار في كل الدنيا)، ومقال الأستاذ محمد الخطيب نشر في العدد نفسه من الجريدة بعنوان : (معركة أنوال العظيمة كانت الباب الذي انفتح عليها الأمل)، وشهادة للأستاذ امحمد الدويري نشرت في جريدة «العلم» في شهر يناير سنة 2005 بعنوان : (محمد عبد الكريم الخطابي الأب الروحي لمناضلي حزب الاستقلال)، وفصل من كتاب (تاريخ الجيش المغربي) للدكتور عبد الحق المريني بعنوان : (المدرسة العسكرية الخطابية). ويشتمل هذا الجزء على النص الذي نشر في الجزء الحادي عشر من (معلمة المغرب)، للدكتور عثمان بناني عن (المجاهد الكبير والبطل الشهير محمد بن عبد الكريم الخطابي)، ومقال للأستاذ محمد بن عبد الجليل نشر في الملحق الثقافي لجريدة «العلم» في شهر أغسطس سنة 1977 بعنوان : (حركة بن عبد الكريم الخطابي من خلال نص أجنبي)، ونص الحوار الذي أجراه الأستاذ أسامة الزكاري مع الأستاذ أحمد عبد السلام البقالي حول لقاءاته مع محمد بن عبد الكريم الخطابي في القاهرة ونشر في كتاب (مع الأديب أحمد عبد السلام البقالي : حوار السيرة والذاكرة)، وفصل للأستاذ وديع الأسفي عن الزعيم بن عبد الكريم نشر في كتابه (السلفي محمد بن العربي العلوي)، وفصل للأستاذ محمد أمزيان بعنوان (حول التجربة الريفية) من كتابه (محمد بن عبد الكريم الخطابي : آراء ومواقف : 1926-1963)، ونصوص باللغة الفرنسية لكل من الدكتور محمد زنيبر، وعبد السلام الخطابي، وعبد الرحمن الموذن. واختيار هذه النصوص هو عمل موفق ومبادرة محمودة من الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي، بقدر ما هو بادرة طيبة نشرُها لهذا الكتاب بجزءيه، بحيث جاء الكتاب وثيقة تاريخية ذاتَ أهمية تخلد ذكرى الزعيم الخطابي الذي يمثل كفاحه الوطني جزءًا من تاريخ المغرب المعاصر. وقد خصص القسم الثاني من الجزء الثاني للكتاب، ملفًا عن المهرجان الذي أقامه حزب الاستقلال بمناسبة ذكرى بطلَيْ الريف محمد وشقيقه امحمد عبد الكريم الخطابي برئاسة الزعيم علال الفاسي يوم 24 يناير سنة 1969 في الرباط، ضمَّ الكلمة التي ألقاها الأستاذ علال الفاسي تحت عنوان (الثورة الريفية استهدفت تحرير المسلمين وكانت البداية لنهاية الاستعمار في العالم العربي)، والكلمة التي ألقاها في هذا المهرجان الأستاذ عبد الكريم غلاب تحت عنوان : (حرب تحريرية في ظروف مدلهمة) وكلمة الأستاذ عبد الله كنون تحت عنوان : (بطلان استماتا في الكفاح وما بدلا ولا غيرا)، وكلمة الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني بعنوان (ماذا استفاد المغرب من حرب التحرير الريفية)، وكلمة الأستاذ محمد سعيد الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري التي ألقاها بعنوان (درس عظيم في الوطنية يجب أن لا ننساه)، وكلمة الأستاذ محمد العلمي بعنوان (ثورة كان رائدها الحوار والتعاون)، وكلمة الأستاذ محمد السوسي بعنوان : (حرب الريف أعادت إلى المسلمين الثقة بأنفسهم). وهذا توثيق للمهرجان الوطني الذي نظمه حزب الاستقلال قبل أربع وأربعين سنة عن الزعيم الخطابي وشقيقه، يحمد لندوة بيت آل محمد عزيز الحبابي. وحسنًا فعلت الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي التي أشرفت على نشر هذا الكتاب، بتجميعها لبعض الرسائل والبيانات والكتابات التي حررها محمد بن عبد الكريم الخطابي ونشرها في القسم الثالث من الجزء الثاني. كما وفقت في اختيارها لبعض القصائد التي قيلت في الزعيم الخطابي ونشرها في القسم الرابع والأخير، ومنها قصيدة للشاعر محمد بن اليمني الناصري، وقصيدة بعنوان : (استسلام البطل) مشتركة بين الأساتذة الرواد : المختار السوسي، وعلال الفاسي، ومحمد المديني العلوي، وقصيدة للشاعر الأستاذ جميل حمداوي بعنوان : (يا عبد الكريم)، وقصيدة (سليني ب «عبد الكريم») للشاعر الأستاذ علي الصقلي. وفي الجملة فإن كتاب (محمد عبد الكريم الخطابي وقضايا مغرب اليوم) بجزءيه، إضافة قيمة للمكتبة المغربية تستحق التقدير، مع إزجاء الشكر والثناء للدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي التي أشرفت على هذا الإنجاز.