احتفاء بالذكرى المئوية لمعركة " إغزار ن أشن " 1909/2009 نظمت جمعية أمزروي للدراسات التاريخية و الموروث الثقافي ندوة ثقافية تحت شعار" معركة إغزار ن أشن ملحمة تاريخية تأبى النسيان" بالمركب الثقافي بالناظورمساء يوم الأحد 22 نونبر ، بتنشيط من الأستاذين محمد أحميان و عبد الرزاق العمري . وقد تطرق في البداية ذ.محمد أحميان الى جرد مجموعة من الأسباب الإقتصادية و السياسية التي أدت الى نشوب هذه المعركة ، و حددها في عوامل خارجية من ضمنها التوجه العام السائد لدى الدول الإستعمارية و الإتفاق بين بعضها لإقتسام أدوارها في بسط الإحتلال على دول شمال إفريقيا ، و كذا اندلاع المظاهرات بإسبانيا ضد الملكية الحاكمة .... و عوامل داخلية تجلت في الصراع على العرش بين السلطانين مولاي عبد الحفيظ و مولاي عبد العزيز ، و رفض الشريف محمد أمزيان لكل مخططات الإسبان في تسوية الوضع بطرق سلمية ، إضافة الى دواعي اخرى متعددة . في حين أعطى ذ.عبد الرزاق العمري نظرة شاملة حول موقع المعركة و الأسلحة المستعملة و النتائج المترتبة عنها . إذ اعتبر ان الشريف محمد أمزيان إستغل موقع إغزار ن أشن المحدود جنوبا بالجبال و شمالا بالبحر ليضع تكتيكا حربيا جد محكم لكسب الحرب . و فيما يخص المعركة فقد أوضح ذ.العمري أن الإسبان سخروا في ذلك مجموعة من الآليات المتطورة وجهزوا حوالي 23 فرقة من المشاة بأحدث الأسلحة في المقابل إعتمد المجاهدون بقيادة الشريف أمزيان على أسلحة بدائية كالمناجل و المذراة ( ثازاث ) و السكاكين إضافة الى بعض البنادق التي حصلوا عليها خفية من بعض المتعاطفين بمليلية . وقد دارت هذه المعركة في رقعة لاتتعدى أربع كيلومترات مربعة و كان من نتائجها أزيد من 700 قتيل و 300 جريح من بينهم ضباط إسبان من مختلف الدرجات (55 ضابط ) كما قضى فيها بعض رفاق الشريف أمزيان كالحاج خوجة و محمد أمزيان بوخرطة ، و كان من تداعياتها أيضا إنتشار بعض الأمراض بمليلية كالتيفويت و الحمة الصفراء ناهيك عن نتائج أخرى مباشرة و غير مباشرة . و في معرض رد المحاضرين على بعض تدخلات و تساؤلات الحاضرين المختلفة أبرزا أن هناك تشابه في نقاط متعددة بين المقاومة بقيادة الشريف أمزيان و المقاومة بقيادة مولاي موحند ، كما أن معاملة الرجلين مع الأسرى في كلا المقاومتين كانت راقية . كما أشارا الى أن السلطان المغربي لم يقدم أي مساعدة للمقاومين إبان هذه المعركة و اكتفى فقط بإرسال مندوبين للتفاوض مع الإسبان حول مسألة إستغلال معدن الحديد بجبل أوكسان . و قد كان من بين الحضور صالح أمزيان أحد أحفاد الشريف أمزيان الذي عدد في مداخلته بعض صفات جده الحميدة موضحا أنه رغم خوضه ل 113 معركة مع المحتل لم يصب بأي أذى رغم أنه كان دائما في المقدمة ، لكن طعنة واحدة غادرة أردته شهيدا في سن لا يتجاوز 53 سنة . وقد إستغلت جمعية أمزروي فرصة حضور صالح أمزيان لتهدي له جائزة عبارة عن لوحة تؤرخ لمعركة " إغزا ن أشن" و حاملة لصورة جده مخططة باليد .