ملف شامل ومفصل لدلالات وماهية الحدث من إعداد وتقديم : محمد كاريم إحياءا لذكرى المائوية لمعركة إغزارن اوشان, أي واد الذيب والممتدة من (1909 | 2009 ), وبمبادرة من رئاسة المجلس البلدي لمدينة بني أنصار, تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين, وأعضاء جيش التحرير, والكلية المتعددة التخصصات بالناظور, وبتعاون مع المجلس البلدي لني أنصار والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالناظور, ندوة علمية تحت عنوان: معركة إغزار ن أوشان (واد الذيب), فصل من فصول مواجهة الأطماع الإستعمارية لإحتلال الوطن. وذالك يومي الأربعاء والخميس 09 و 10 بقاعة الأفراح أهمار ببني أنصار. وإيمانا منه بأهمية الحدث, ورمزيته التاريخية, ودلالته المائوية, إرتأى موقع ناظورسيتي, مواكبة الندوة العلمية التي ستنظم بالمناسبة, وذلك في ملف قبلي, قررنا من خلاله مباشرة الإتصالات مع كل الأطراف والشركاء المساهمين في إغناء وإنجاح هذه الندوة العلمية القيمة, فحاورنا عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور, الدكتور الخضير غريبي كمساهم رئيسي في إعداد البرنامج العلمي لهذه الندوة وكذلك للدور الإشعاعي الملقى على الجامعة في كبريات الأحداث التاريخية التي تهم المنطقة, فأزال اللبس والغموض على مجموعة من الإشكالات والأسئلة المطروحة قبل موعد الندوة, من تفصيل برنامج الندوة, وطبيعة المدعويين وقيمتهم العلمية, وسبل التمويل, مركزا في أغلبية أجوبته وردوده على حيادية الجامعة, والدور العلمي الذي تقوم به حتى لا تسقط في متاهات التأويلات السياسية الضيقة. الفيديو الجزء الثاني ماهية ودلالة الحدث إغزارن أوشان, أو أخندوق ن وشان, أو تشجيان وشان أو واد الذيب. كلها أسماء تدل على معركة بطولية, دارت رحاهااااا في قرية صغيرة ببني أنصار بين المجاهدين الريفيين بقيادة الشريف محمد أمزيان, والجيش الإسباني, تحديدا في تاريخ 27 يوليوز 2009, في إطار مخطط إستعماري دشنت إسبانيا إنطلاقته من الريف. فتكبد الإسبان هزيمة تاريخية رغم تفوقهم عتادا وعدة, ولازالت فرائصهم ترتعد كلما علن موعد إحياء ذكرى موتاهم, بينما كبار المسؤولين والنخبة المثقفة من أساتذة ومؤرخين يتحاشون الخوض في متاهات الماضي الإستعماري لدولتهم خوفا من طابو المقاومة الريفية الشرسة. فسجل التاريخ فصول معركة (واد الذئب) بمداد من الفخر والاعتزاز, في سجل المقاومة الريفية الباسلة ضد المستعمر الإسباني الغاشم, فكان تاريخ 27 يوليوز 1909 مجدا ونصرا تاريخيا لرفاق المجاهد الشريف محمد أمزيان, ولهواة التاريخ خصوصا تاريخ المقاومة الريفية فإن معركة (إغزار ن وشان), وادي الذئب تعد ثاني معركة ريفية ضد الغزاة الإسبان بعد ملحمة أنوال الخطابية, حيث خسرت إسبانيا أزيد من 1000 عسكري كولونيالي, إذ تعد هذه الذكرى المائوية بمثابة إستحضار لأمجاد المقاومة الريفية الباسلة ضد التغلغل الإستعماري الإسباني بمنطقة الريف وملحمة من الملاحم المجيدة لهذا الشعب الأبي. شركاء الندوة أو المساهمين فيها لايمكن لأي ندوة بحجم الذكرى المائوية لمعركة (إغزارن أوشان) أو واد الذئب أن تنظم من طرف مساهم أو شريك أو جمعية, أو إطار كيفما كان نوعه بطريقة إنفرادية, فدلالة الحدث وقيمته التاريخية, يقتضي تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين الجمعويين, والسياسيين والإعلاميين, وكذلك الإنفتاح على المحيط الخارجي ليختلط الثقافي بالسياسي, والجمعوي بالإعلامي, والعلمي بالإقتصادي والإجتماعي حتى لايظهر العام والخاص في ثنايا الندوة. فتعددت الأطراف المنظمة بين مساهم ومتعاون ومشارك, حيث تنظم الندوة بمبادرة من المجلس البلدي لبني أنصار, والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, والكلية المتعددة التخصصات بالناظور, وبتعاون مع رئاسة المجلس البلدي لبني أنصار, والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالناظور. البرنامج العام للندوة مائوية الحدث, وطبيعة الضيوف المدعويين, حتمت على المنظمين تخصيص مدة يومين كاملين لموضوع الندوة العلمية القيمة, حيث وزع البرنامج الخاص بين يومي الأربعاء والخميس 09 و 10 دجنبر بين الفترة الصباحية, والجلسات المسائية, بين تقديم المشاركين, وإلقاء الكلمات تباعا والإستماع إلى العروض والمحاضرات. ومناقشتها من طرف الحضور الكريم. إذ ستخصص الفترة الصباحية ليوم الإفتتاح بإلقاء الكلمات البروتوكولية والكلاسيكية في مثل هذه الندوات العلمية بدءا بكلمة رئيس المجلس البلدي لبني أنصار السيد يحيي يحيي, وكلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, الدكتور مصطفى الكثيري, ثم كلمة رئيس جامعة محمد الأول الأستاذ محمد الفارسي, وكلمة عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور الدكتور الخضير غريبي. إضافة إلى كلمة اللجنة المنظمة وكلمة مندوب وزارة الثقافة السيد لحسن الشرفي, وستقسم القترة الصباحية لليوم الأول بحدث هام وبارز يتمثل في تكريم الأستاذ حسن الفكيكي, كعلم من أعلام العلم والثقافة بمنطقة الريف, إضافة إلى تكريم بعض المقاومين وتوزيع المساعدات المادية عليهم. لتبقى الفترة المسائية كاملة لإلقاء محاضرة قيمة تحت عنوان (حتمية تنمية الثقافة التاريخية) للأستاذ حسن الفكيكي الباحث بمديرية الوثائق الملكية بالرباط. حيث من المنتظر أن يتطرق شرحا وتفصيلا إلى إنفراد التربة الريفية برمزية الدفاع عن حرمة هذا الجزء الثمين من ترابنا الإقليمي ووطنا المغربي, إذ أنه يرى أن تاريخ المنطقة إذا كان طرف جوهريا في حياتنا الماضية فإنه لامحالة سيكون له إنعكاس طبيعي على مستقبلنا, لذا يتوجب المساهمة في مسايرة وكب التنمية الثقافية واللحاق بركب التاريخ, وتجنيد أنفسنا للسير على مخططات تدمج رقعة الإقليم في مشاريع التنمية, فلا سبيل إذن في إختيار المناهج والبرامج لتوفي احسن السبل لتبني رسالة تركيب التاريخ الإقليمي. وبعد ختم الأستاذ الفكيكي لمحاضرته القيمة سيخصص ماتبقى من الوقت في الفترة المسائية إلى مناقشة العرض من طرف الحضور. أما اليوم الأخير من الندوة العلمية فسيكون غنيا وعلميا بإمتياز إذ سيساهم نخبة من الأساتذة والياحثين بثلة من المداخلات القيمة التي ستتناول بالنقاش المستفيض المغرى التاريخي للمقاومة الريفية. حيث سيستمع الحضور في الفترة الصباحية إلى عروض لكل من الأستاذ مصطفى الغذيري الذي سيناقش موضوع إستبسال الجنود الريفيين وشراسة قتالهم لكبار الجنرالات والحكام المحليين الإسبان في إطار سرد كرونولوجيا لتاريخ المقاومة الريفية للمد الإٍسباني والتغلغل في المنطقة . ثم سيستمع الحضور لمحاضرة مستفيضة حول معركة وادي الذهب كمحطة من تاريخ المقاومة الريفية للزحف الإستعماري الإسباني, وكذلك الإشارة إلى خطة الجيش الإسباني, ومجريات المعركة, وطبيعة الخسائر التي مني بها, من إلقاء الباحث الأستاذ بغداد بوحسون, ثم ينتقل منحى المداخلات بعرض إقتصادي قيم من إنجاز الأستاذ رشيد يشوتي تحت موضوع: المعادن ومقاومة الشريف محمد أمزيان ضمن المفاوضات المغربية الإسبانية لسنتي (1909 و 1010), إذ أنه رغم تكثيف الحل السلمي والمتمثل في المفاوضات بين الطرفين لكن غلبة الحل العسكري على الديبلوماسية التفاوضية عجلت بإندلاع معركة وادي الذئب, لتختتم صبيحة يوم الخميس بمحاضرة الأستاذ عبد الرحمان الطيبي حول مساهمة قبائل الريف الأوسط في مقاومة المستعمر إلى جانب الشريف محمد أمزيان (1908 و 1012) إذ سيتطرق إلى مغزى مائوية معركة (إغزار ن أوشان) وإنتصار المجاهدون الريفيين وموقفهم من حركة بوحمارة, ومن صار على شاكلته من الوخونة والأعداء وبيع الضمير مقابل حفنة من المال وبعض الإمتيازات. وفي ختام اليوم الأخير من برنامج الندوة سيواصل باقي الباحثين والأساتذة مداخلاتهم حول دلالات وأهمية الحدث, إذ ستعرف القاعة عروض كل من الأساتذة ميمون أزيزا حول موضوع: المجتمع الريفي في مواجهة الإحتلال الإسباني, وعرض الأساتذة صباح علاش حول مقاومة الشريف محمد أمزيان للحركات الخائنة وأطماعها, مختتما عرضا بالمقاومة الريفية الدفاع المجيد بالحديد والنار. ليأتي الدور ختاما على كل من الباحثين عبد المطلب الزيزاوي في عرض حول مقاومة الشريف محمد أمزيان من خلال (الأدب الشفوي الأمازيغي), وعرض الأستاذ عبد الله كموني حول حركة الشريف محمد أمزيان من خلال جريدة (تلغراف الريف), ليختتم المندوة أخيرا الأستاذ عبد الوهاب برومي بمداخلة حول موضوع: حركة الشريف محمد امزيان والمعركة الشاملة مع الإستعمار الإسباني. وبعد أن سيتمتع الحضور بالغنى المعرفي بمداخلات قيمة إختلط فيها ماهو تاريخي بماهو سياسي, جغرافيا واقتصاديا سيدافع المحاضرون عن أفكار عروضهم ومحاضراتهم بتلقي الأسئلة والإستفسارات في نقاش مستفيض, وللإشارة فإن كل المداخلات حدد لها مدة زمنية لاتتجاوز 20 دقيقة من طرف اللجنة المنظمة بإستثناء المحاضرة المحورية في الندوة للإستاذ حسن الفكيكي التي ستتجاوز الساعة, وذلك نظرا لقيمة موضوعها المتناول. طبيعة وقيمة الأساتذة المحاضرون مغزى وقيمة ودلالة الحدث حتمت على اللجنة المنظمة لهذه الندوة العلمية ان تستعين بالإشعاع العلمي للجامعة كمركز للتنسيق بين مختلف الأساتذة والطلبة الباحثين, فكان الأستاذ الخضير غريبي عميد الكلية المتعددة التخصصات بسلوان خير من أنيطت به مهمة التنسيق والبحث والمشاورة مع نخبة من المفكرين والباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة لدعوتهم لحضور هذه الندوة العلمية. فكان المدعوون من الأساتذة, نخبة من أعلام المنطقة من مؤرخين وطلبة مهتمين بالموضوع وباحثين في مختلف جوانب الموضوع سياسا, وتاريخيا ومقاوماتيا, وإقتصاديا حتى أصبح برنامج الندوة غنيا بمواضيع ومحاضرات المتدخلين المختلفة, فكانت السياسة والتاريخ والجغرافيا والإقتصاد, ولابد من الإشارة ولو بإقتضاب لأهم المحاضرين في الندوة. بداية بالأستاذ حسن الفكيكي: الذي يعتبر علما من اعلام منطقة الريف والموسوعة العلمية والثقافية بأبحاثه ومؤلفاته وإصداراته القيمة في موضوع الريف بالخصوص ورموزه وتاريخه, حيث اغنى الخزانة الوطنية ببحوثه القيمة ومصادره العلمية التي تعتبر مرجعا لكل الأساتذة والطلبة الباحثين. ثم الأستاذ مصطفى الغديري المحاضر بكلية الأداب بجامعة محمد الأول بوجدة والتي كان نصيبها محاضرتين أخيرتين لكل من الأساتذة بوحسون وعبد المطلب الزيزاوي. كما كانت جامعة محمد الخامس بالرباط حاضرة في الندوة من خلال مداخلات الأستاذين الباحثين عبد الرحمان الطيبي ورشيد اليشوتي, وكذلك مساهمة من كلية الأداب بجامعة مكناس مجسدة في عرض الأستاذ ميمون أزيزا, تحت موضوع المجتمع الريفي في مواجهة الإحتلال الإسباني, وتبقى الإشارة في الأخير إلى مساهمة مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط من خلال عرض الأستاذة صباح علاشي, كما كان مبرمجا حسب برنامج اللجنة المنظمة مشاركة بعض الأساتذة الإسبان الباحثين في تاريخ المنطقة والمعروفين بإصداراتهم القيمة كالباحثة الكاطالونية ماريا روسا, إللا أن مصادفة تاريخ الندوة ليوم 09 و 10 دجنبر يتزامن مع حفل توقيع كتابها الجديد حول حرب الريف والأمير عبد الكريم الخطابي, والذي ستحضره إحدى بنات الأمير في إحدى أعرق الجامعات العالمية بمدينة برشلونة الإسبانية, ولذلك أرسلت إلى اللجنة المنظمة للندوة رسالة إعتذار عن الحضور. الإستعداد المالي واللوجيستيكي لإنجاح الندوة لايكتب النجاح بأي ندوة كيفما كان نوع موضوعها, ولاطبيعة المدعويين إليها من الضيوف, إلا بتكثيف الإستعداد لها من جوانب مختلفة بدءا من الجانب الموضوعي والمعنوي ثم المالي بالأساس وصولا إلى اللوجيستيكي, حيث بدأت اللجنة المنظمة للنشاط العلمي, والمتمثل في المجلس البلدي لبني أنصار برئاسة المستشار يحيي يحيي الذي إضطر إلى عقد دورة إستثنائية, ودعوة المستشارين إلى التعاون معه لتدارس وإنجاح الحدث الكبير, لتخليد مائوية معركة (إغزار ن أوشان), وادي الذئب, وبعد نقاش مستفيض بين جميع الأعضاء المستشارين حول هذه النقطة الرئيسية في جدول الأعمال تم في الأخير المصادقة على قرار إحداث نصب تذكاري للمعركة بالمدار الطرقي الكائن بمدينة بني انصار, قدوما من الناظور, وشملت المصادقة أيضا على تحويل القطعة الأرضية المخصصة لدار الشباب تحت مساحة 200 متر, لبناء أول متحف للمقاومة بالريف مع تحويل بناء دار الشباب صوب المركب الرياضي والذي يرتقب بناؤه خلف المبنى الحالي للباشوية لمساحة تفوق 3500 متر. إضافة إلى أسبقية المجلس البلدي لبني انصار إلى الإستعداد الأولي لهذا الحدث فإنه يتزامن مع تكثيف الجهود وتظافرها من مختلف الشركاء والمساهمين لإنجاح هذا النشاط العلمي والإشعاعي ليكون في مستوى الحدث المخلد ورمزيته, فكثفت اللجنة المنظمة إتصالاتها ومشاورتها في مجال التواصل والإعلام, خصوصا وأن الندوة ستلقي إقبالا كبيرا من طرف مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية نظرا لحجم الحدث. ليبقى في الأخير السؤال الغامض هو من سيتكلف ماديا بهذه الندوة خصوصا وأن حجمها وطبيعة ضيوفها سيكون مكلفا, ففي النظر إلى الشركاء الأربعة: كلية وجدة, ومندوبية وزارة الثقافة, والمندوبين السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير, وبلدية بني انصار, فإن سؤال التمويل سيبقى مطروحا إلى غاية نهاية الندوة, حيث ستجيبنا عن الميزانية الخاصة التي صرفت في هذا الحدث, خاصة وأن هذا الإحتفال وبرنامجه الضخم سكلف اللجنة المنظمة والساهرة على إنجاح هذه المناسبة فاتورة باهضة الثمن خصوصا إلى نظرنا إلى ثمن النصب التذكاري المزمع تدشينه. على سبيل الختم رغم اللغط الكلامي, والمداد الذي ستسيله هذه الإحتفالية, بحجم الندوة وضيوفها وكيفية تمويلها هل من ميزانية المجلس, أو من الأرصدة المالية الخاصة بالسيد يحيي يحيي أو بمساهمة الشركاء الآخرين, فإن هذا السجال الذي يتمحيه الأيام لامحالة, بقدر ما ستبقى هذه الندوة العلمية القيمة قي ذاكرة سكان المنطقة راسخة في الأذهان, وللأمانة التاريخية فإن هذه الندوة العلمية ستبقى من بين التجمعات العلمية والثقافية الرائدة في العشرية الأخيرة بمنطقة الريف, وذلك لحجم الإستعداد الإعلامي لتغطيتها محليا ووطنيا ودوليا, ليبقى سؤال منطقي وجوهري ومشروع ينتظر الجواب من طرف الأساتذة الباحثين يومي الندوة وهو: لماذا تم إنتظار مدة 100 سنة كاملة (قرن من الزمن) للإحتفال بهذه الرمزية التاريخية؟ صور النصب التذكاري