تحرير : محمد العلالي / الهادي بيباح تصوير : مراد ميموني تميز اليوم الثاني والختامي لفعاليات الندوة العلمية الوطنية تحت عنوان معركة " إغزار ن وشن " )واد الديب ( فصل من فصول مواجهة الأطماع الإستعمارية لإحتلال الوطن، المنظمة بمناسبة عيد الإستقلال المجيد وإحتفاء بالذكرى المائوية لمعركة "إغزار ن وشن " ) 1909 2009 ( ، من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والكلية المتعددة التخصصات بالناظور بتعاون مع المجلس البلدي بني انصار والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالناظور ، بعروض مكثفة شهدتها إحدى قاعات الأفراح بمدينة بني انصار ، فبالإضافة إلى العروض الفنية داخل و خارج القاعة التي نالت إستحسان الحضور ، شهدت قاعة الندوات اليوم إلقاء مجموعة من المحاضرات العلمية التاريخية التي تصب كلها في إتجاه الإعتناء بالأحداث التاريخية للمنطقة لمجموعة من الأساتذة الباحثين في التاريخ الذي يهم منطقة الريف بالخصوص و قد شملت الفترة الصباحية مجموعة من العروض تقدمها عرض تحت عنوان " من مقتل الطاغية الجينرال مارغايو 28 10 1963 إلى مصرع الجينرال المتهور بينتوس 27 يوليوز 1909 " للأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة مصطفى الغديري ، تناول فيه مختلف الأحداث التي شهدتها مليلية و ضواحيها في عهد هذا الجينرال إنطلاقا من قيامه بتنفيذ شروط رسم الحدود لمدينة مليلية، التي تولدت عن إنهزام جيش المخزن المغربي أمام الجيش الإسباني بحرب تطوان سنة 1859 / 1860 م، مرورا بمعركة سيدي ورياش بين قبائل قلعية و الإسبان أكتوبر 1893 م ، بمقتل هذا الجنرال برصاص المجاهدين في 28 /10 / 1893 ، و محاولة الجنرال بعده تأديب أهل قبيلة قلعية بصد إصطفافهم وراء الشريف محمد أمزيان لمجابهة الإسبان ومنعهم من مد السكة الحديدية لنهب معادن جبل أوكسان و نهاية بمقتل هذا الجنرال برصاص أحد المجاهدين في معركة " أخندوق ن وشن " و عقب ذلك تم تقديم عرض بعنوان معركة وادي الديب 1909 للأستاذ بكلية الآداب بجامعة محمد الأول بوجدة بغداد بوحسون ، تناول فيه بالتفصيل الخطة الجهنمية التي نهجها الجيش الإسباني في مقابل الإمكانيات الضعيفة و البدائية لدى المجاهدين ، و رغم إستطاعة مجاراة الإسبان في المعركة و إلحاق هزيمة نكراء بهم تولدت عنها مجموعة من النتائج داخليا و خارجيا و من جانبه قدم الأستاذ بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط رشيد يشوتي عرض بعنوان " المعادن و مقاومة الشريف محمد أمزيان ضمن المفاوضات المغربية الإسبانية لسنتي 1909 1910 " حيث أكد من خلاله الأهمية التي لعبتها المعادن في الشد و الجذب بين المقاومة بقيادة الشريف أمزيان و الإسبان، الواقع من جهة و مسار المفاوضات بين المخزن المغربي و الإسبان من جهة أخرى و ختمت الجلسة الصباحية بعرض تحت عنوان " مساهمة قبائل الريف الأوسط بمقاومة المستعمر إلى جانب الشريف محمد أمزيان 1908 1912 للأستاذ الباحث بالرباط عبد الرحمان الطيبي تطرق فيها للشرعية الدينية و الوطنية التي جسدها الشريف أمزيان و التي أكسبته تعاطف مجاهدي قبائل الريف الأوسط الذين هبوا لنصرته في مواجهة الإسبان الذين هزمهم في معركة "إغزار ن وشن" و كذالك صده لحركة الجيلالي " بوحمارة " المتواطئ مع الإسبان و من سار في خطاه من خونة و أعداء و بدورها كانت الجلسة المسائية حافلة بإلقاء مجموعة من العروض القيمة ، وكان في مقدمتها عرضا بعنوان " المجتمع الريفي في مواجهة الإحتلال الإسباني للأستاذ بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بمكناس ميمون أزيزا الذي أبرز فيه دور سكان الريف بصفة عامة و قبائل قلعية بصفة خاصة الذين هبوا بشكل عفوي للدفاع عن حوزة بلادهم في وجه الإستعمار الإسباني دون انتظار من يحثهم على ذلك ، فخاضت قبائل قلعية صراعا مريرا ضد المطامع الإسبانية في الريف و تعد معركة " واد الذيب " سنة 1909 أبرز نموذج لهذه المقاومة الباسلة التي ألحقت الهزيمة بالجيش الإسباني تمخضت عنه مجموعة من التداعيات الداخلية و الخارجية و بالخصوص داخل إسبانيا حيث إندلع إحتجاج عام عرف بالأسبوع المأساوي ببرشلونة و في نفس السياق كان عرض بعنوان " الحروب الريفية : الدفاع المجيد بالنار" و الحديد للأستاذة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط صباح علاش و تناول الأستاذ عبد الله كاموني في عرضه بعنوان " حركة الشريف محمد أمزيان من خلال جريدة " تلغراف الريف " تعريفا شاملا و معمقا لجريدة تلغراف الريف و الطريقة التي كانت هذه الجريدة تتناول بها شخصية محمد أمزيان ، إضافة إلى تطرقه إلى الصداقة و التعاون التي جمعت بين عائلتي عبد الكريم الخطابي و الشريف محمد أمزيان و تطرق الأستاذ عبد المطلب الزيزاوي في عرضه تحت عنوان " مقاومة الشريف محمد أمزيان من خلال الأدب الشفوي الأمازيغي " لأهمية هذا الأخير في نقل الوقائع التاريخية إبان مقاومة الشريف أمزيان للإستعمار الإسباني منذ إندلاع معركة " إغزا ن ووشن " سنة 1909 إلى غاية إستشهاده 1912 و قد إختتمت الجلسة المسائية بعرض تحت عنوان " حركة الشريف محمد أمزيان و المعركة الشاملة مع الإستعمار الإسباني " أبرز من خلاله الأستاذ عبد الوهاب برومي الدور المهم الذي تلعبه العلاقة الروحية التي تربط الريفي بأرضه في دفعه و إستماتته للدفاع عن هذه الأرض إضافة إلى تركيزه على أهمية الجبهات الغير العسيرة التي إتبعها الشريف محمد امزيان للدفاع عن ثقافته الإسلامية المغربية و خاصة مقاطعته للأسواق و البضائع الإسبانية و بعد مناقشة مستفيضة من قبل الحضور و التي همت مواضيع كل المداخلات ، أسدل الستار عن الندوة العلمية الوطنية بكلمة ختامية للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى لكثيري أكد من خلالها النجاح الكبير الذي لقيته الندوة التي جعلت الحضور يخرج بخلاصات وإستنتاجات هامة ، مضيفا أنه سيتم نشر الورقة التركيبية بالإعداد المادي والمعنوي والأدبي في نشرة التواصل الصادرة عن المندوبية ، في حين أكد عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور الدكتور الخضير غريبي في كلمته الختامية على ضرورة الإستمرار في مثل هذه الندوات العلمية والفكرية مطالبا بإعداد قاعة العروض والمحاضرات ببني انصار لتوفير الأرضية المناسبة للنسيج الجمعوي المتحرك بالمدينة لدعم التمنية الثقافية والرقي بالجانب العلمي والثقافي بالمنطقة وقد خرجت الندوة العلمية الوطنية بمجموعة من التوصيات الهامة التي تحث على دعم التنمية الثقافية المحلية ، وخلفت هذه الأخيرة من وراءها أصداء حسنة ، مثمنة للبادرة التي لقيت نجاحا كبيرا ومتابعة وازنة بحضور نوعي وإهتمام إعلامي كبير بمختلف مشاربه تصريح عميد كلية الناظور