صورة افتراضية للنصب التذكاري الذي سيعلن عنه ضمن المناسبة ناظور24 متابعة: على مشارف إحياء الذكرى المئوية لمعركة "إِغْزَارْ نْ أُوشْنْ | وَادِي الذِّئْب" والمرتقب أن يكون في قالب وطنيّ بحت ببني انصار، بحضور مصطفى لكثيري، المندوب السّامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إضافة لعدد من المفكّرين المغاربة والأجانب، وعدد من المؤسّسات العلمية والحكومية، يتمّ الإعداد للجوانب التنظيمة والفكرية لهذه المناسبة التي يرتقب أن تنال متابعة إعلامية مغربية ودولية مكثّفة. من الجانب العلمي، توصلت جامعة محمّد الأوّل، والكلّية المتعدّدة التخصّصات بالنّاظور، بثلّة من المداخلات العلمية المرتقب طرحها ضمن الفضاء النقاشي لتظاهرة المقاومة المغربية المرتقبة. من بين المداخلات المتوصّل بعصارتها نجد "مقاومة الشريف محمد أمزيان من خلال الأدب الشفوي الأمازيغي" لعبد المطلب الزيزاوي من جامعة محمد الأول بوجدة، والذي أكّد بأنّ مداخلته ترمي إلى المساهمة في كشف بعض خيوط وملابسات حرب الريف بقيادة الشريف محمد أمزيان بين 1909-1912م من خلال الأدب الشفوي الأمازيغي، لما تنم عنه هذه المرحلة من وقائع حربية وأحداث سياسية واجتماعية تستوجب المزيد من البحث، لاسيما وأن العديد من القضايا المتصلة بهذا الموضوع لم تنل حظها من الدراسة بالقدر الكافي والمطلوب. والمهم من خلال هذه المساهمة، هو التطرق لهذه المقاومة من خلال الأدب الشفوي الأمازيغي المعبر عن وجهة نظر الريفيين. وتعتبر هذه الدراسة، التي تندرج ضمن عدد آخر من الأبحاث المساهمة في مشروع إعادة كتابة تاريخ المغرب، من خلال معالجة التاريخين الجهوي والإقليمي، وتاريخ مقاومة أهل الريف للمحتل الإسباني بقيادة الشريف محمد أمزيان، نمط من تلك الدراسات التي تحاول وضع بعض اللمسات للتعريف بجانب من تاريخ جهة من جهات المغرب. حيث أنّه من معلوم أن الذاكرة الجماعية المعبر عنها من خلال الأدب الشفوي، تعتبر مصدرا أساسيا يمكن من خلاله ملامسة مختلف زوايا موضوع الدرس. لذلك ارتأيت تناول موضوع مقاومة الشريف محمد أمزيان من خلال الأدب الشفوي الأمازيغي، آملا أن تكون مساهمة في سد النقص الحاصل في هذا المجال خاصة حينما يتعلق الأمر بمنهجية جديدة تؤسس لعلاقة الأدب الشفوي بالتاريخ. في حين أبرز ملخص مداخلة برومي عبد الوهاب المُعنونة ب "حركة الشريف محمد أمزيان و المعركة الشاملة مع الاستعمار الاسباني"، أنّ هذه المداخلة تبتغي الوقوف على المكونات الثقافية والعلمية للشريف أمزيان، والعلاقة الروحية التي تربط الريفي بأرضه وانعكاس ذلك على استماتته في الدفاع عنها، ثم التطرق بشكل أساسي على الجبهات الغير العسكرية في دفاع زعيم الحركة عن ثقافته الإسلامية المغربية والتركيز على الجانب الاقتصادي ومقاطعة الأسواق والبضائع الاسبانية وأهمية السوق كفضاء للمقاومة.. وذلك بتسطير عناصر الموضوع بشكل متضمّن لمقدمات عامة، وتتضمن حقيقة الصورة المنسوبة لأمزيان وإرثه الثقافي والصوفي ثم العلاقة الروحية الريفي وأرضه، زيادة على المعارك المتمثلة في المعركة الثقافية، والمعركة الاقتصادية، والسوق كفضاء للمقاومة. عبد الله كموني سيحاول ضمن المدّة الزمنية المخصّصة له خلال هذه المناسبة أن يحيط بتعريف لجريدة تلغراف الريف، وكذا شخصية الشريف محمد امزيان في جريدة الريف بين النقد والتأييد، إضافة إلى علاقة الصداقة والتعاون التي جمعت بين عائلة الخطابي والشريف محمد امزيان. مصطفى الغديري، المتناول لتدخل معنون ب "من مقتل الطاغية الجنرال خ.خ. مرغايو 28/10/1893 إلى مصرع المتهور الجنرال بينتوس27/يوليوز 1909م" يختصر عمله المرتقب بالقول: " لماذا كان التركيز في عنوان العرض على مصرع الطاغيتين الجنرال مرغايو والجنرال بينتوس؟، إن التركيز على الطاغيتين لكونهما يرمزان إلى محطتين هامتين من تاريخ الجهاد والمقاومة بالريف: أولا : الجنرال خوان خوسي كان جنرالا حاكما عسكريا عاما لمدينة مليلية منذ 10/10/1891 إلى غاية مصرعه برصاص المجاهدين الريفيين بتاريخ 28/10/1893م غداة قيامه بتنفيذ شروط رسم الحدود لمدينة مليلية ، وفق الخطة المشئومة والمعروفة بضربة المدفع، المفروضة على المخزن المغربي بموجب معاهدة وادي الراس ،بعد انهزام جيش المخزن المغربي أمام الجيش الاسباني بحرب تطوان 1859/1860م.؛ كما أنه هو من أمضى على وثيقة هذه المعاهدة التطبيقية على رأس الوفد الإسباني بتاريخ 21فبراير 1891م، وفي بداية أكتوبر 1893م أمر الجيش الأسباني ببناء الحصن الجديد على مقبرة سيدي ورياش بالحدود المصطنعة.؛ وهو الأمر الذي رفضه المجاهدون القلعيون بمؤازرة إخوانهم من مختلف القبائل الريفية .وفي منتصف شهر أكتوبر كانت بوادر الحرب تلوح في السماء بعد أن أيدت الدول الأوروبية إسبانيا على بناء الجدار العازل لمدينة مليلية ابتداء من مقبرة سيدي ورياش .وبهذا أعلن الحرب المعروفة لدى المغاربة بمعركة سيدي ورياش ، وعند الإسبان بحرب مليلية أو بمعركة الجنرال مارغايو، واشتد لهيبها يومي 27، 28 أكتوبر، وكان الجنرال مارغايو وقودا لها فتم مصرعه برصاص المجاهدين يوم 28/10/1893 .. إذن ستشكل هذه الحرب محطة هامة من تاريخ المقاومة للمد الإسباني في القرن التاسع عشر.. أما الثاني الجنرال بينتوس فقد جاء متطوعا لتأديب قبيلة قلعية لقيامهم بالمناوشات على حدود مليلية وتعرضهم لعمال بناء السكة الحديدية المتجهة إلى جبال أيت بويفرور لاستغلال معادن جبل ويكسان وجبل إحرشاون ؛وكانت حركة المجاهدين قد أعلنت حمل السلاح ضد الإسبان تحت قيادة الشريف محمد أمزيان منذ 9 يوليوز 1909، وهو تاريخ قرار المجاهدين بمجابهة الإسبان ومنعهم من مد طريق السكة الحديدية من مليلية. وقي 20 من شهر يوليوز 1909م أعلن المجاهدون بقيادة الشريف محمد أمزيان مواجهة الإسبان بسيدي موسى حيث كانت أشغال الطريق قد وصلت إلى هذا المكان. فهذه المعركة فاجأت الإسبان بقوة المجاهدين وبسالتهم ،الأمر الذي جعل وزارة الحربية الإسبانية تستنفر قواتها على الضفة الشمالية للمتوسط ، فوقع اختيارها على الجنيرال الخبير المحنك في برشلونة ليقوم بتأديب أبناء قبائل الريف _ على حد قول الإسبان ._ وقد وصل هذا الجنرال المتهور إلى مليلية يوم 26يوليوز ، فخرج في التو إلى أرض المعركة خارج حدود المدينةالمحتلة صبيحة يوم 27 يوليوز على بعد ما يقرب 3 كيلومتر بجيش جرار معتمدا خطة الأرض المحروقة ،وإذا برصاصة من بندقية مجاهد تخترق صدر الجنرال المتهور بالمكان المعروف أخندوق ن وشان أو تشجْيا ن وشن. بذلك كانت معركة (ثَسَجْيَا نْ وُشّنْ) بداية لمرحلة جديدة من جهاد أبناء الريف تحت قيادة البطل الشريف محمد أمزيان في مطلع القرن العشرين". أمّا "حتمية تنمية الثقافة التاريخية" التي انبرى لها حسن الفكيكي، الأستاذ الباحث بمديرية الوثائق الملكية بالرباط، فينتظر أن يتطرق هذا العرض، حسب ملخص الفكيكي، ل "تأكيد انفراد التربة التي نقف على ثراها برمزية الدفاع عن حرمة هذا الجزء الثمين من ترابنا الإقليمي ووطننا المغربي. فإذا كان تاريخ إقليمالناظور طرفا جوهريا من حياتنا الماضية وله انعكاس على مستقبلنا، وإذا كان الإقليم يشهد في بداية القرن الواحد والعشرين تطورا مشهودا من مختلف البنيات، فما يمنعنا من المساهمة في مسايرة الركب بالتنمية الثقافية التاريخية؟ ويبقى ألا سبيل إلا بتجنيد أنفسنا للسير على مخططات تدمج رقعة الإقليم في مشاريع التنمية الوطنية. فلا مندوحة من اختيار المناهج وتوخي أحسن السبل لتبني رسالة تركيب التاريخ الإقليمي. وعمق الإشارات الواردة في هذا العرض تهدف إلى محاولة إضافة مراتب جديدة راقية من الوجهة العلمية، لخدمة حركة مقاومة الشريف محمد أمزيان. ومن ثمة جاءت الدعوة إلى التمسك برمزية الذكرى المائوية لاستشهاد الشريف محمد أمزيان يوم 15 مايو 2.012. وفي العرض كلمة عن أمثلة المساهمة في تخليد تلك الذكرى. وهو أمل نرجو أن يتحقق بفضل جهود الجميع بدون استثناء". بغداد بوحسون المتدخّل ضمن محور "معركة وادي الذئب 27 يوليوز 1909" فقد أكّد أنه سيتناول معركة وادي الذئب باعتبارها محطة هامة من تاريخ المقاومة الريفية للزحف الاستعماري الاسباني،حيث تصبو هذه المداخلة إلى تتبع خطة الجيش الاسباني، ومجريات المعركة، وانهزام الجيش الاسباني و الخسائر التي تكبدها الإسبان، إضافة لنتائج هذه المعركة داخليا و خارجيا . كما تصبو مداخلة رشيد يشوتي المتطرّقة ل "المعادن ومقاومة الشريف محمد أمزيان ضمن المفاوضات المغربية الإسبانية لسنتي 1909- 1910" إلى محاولة تبيان أهمية مسألة المعادن ومقاومة الشريف محمد أمزيان ضمن المفاوضات العسيرة والطويلة بين المغرب وإسبانيا. فمن الأكيد أن المغرب وإسبانيا بذلا قصارى جهودهما لتفادي وقوع الحرب، ودرء كل الأخطار التي من شأنها تعكير صفو العلاقات الثنائية بين البلدين. غير أن التناقضات الظاهرة لمطالب الطرفين المتنازعين، وإصرار كل منهما على البقاء في موقعه والتمسك بمطالبه، كانت ترشح الحل العسكري على مثيله الديبلوماسي.. وإذا كانت قضية المناجم هي التي أفاضت الكأس في هذه المطالب، لاسيما وأن إسبانيا كانت تود مباشرة استصدار قانون المناجم بسرعة حتى تضمن الأمان التام لمصالحها، فإن المخزن حاول، من جهته، إيجاد حلول منصفة ومستعجلة لهذا النزاع، آخذا بعين الاعتبار مكاسب المقاومة الريفية التي تحققت على أرض الواقع، والاتهامات الموجهة له من قبل إسبانيا، خاصة ما يتعلق بغياب قواته وسلطته بالريف. ومن خلال "مساهمة قبائل الريف الأوسط بمقاومة المستعمر الى جانب الشريف محمذ أمزيان 1908-1912" لعبد الرحمان الطيبي ، سيتم التطرّق إلى الذكرى المائوية لمعركة اغزار ان وشن التي حقق فيها المجاهدون الريفيون انتصارا عظيما بقيادة الشريف محمد امزيان على الجيش الاسباني بقيادة الجنرال بنتوس الذى حاول التوغل في أراضي بني بيفرور بتوطئ الجلالي بوحمارة وسوف يتناول في هذا العرض موقف الشريف من حركة بوحمارة ، وكيفية التعامل معه بالنظر الى بُعد الفوارق الموجودة بينهما. وسيتطرق أيضا الى ما كان يجسده الشريف من شرعية دينية ووطنية لمواجهة الاستعمار الاسباني، وبالتالي مواقفه الواضحة تجاه هذا المستعمر،وبعض رموزه وفق الظرفية التي كان يعيش فيه. وسوف تتناول المداخلة أهمية مساهمة مجاهدي قبائل الريف الاوسط الذين أبلوا بلاء حسنا في نصرة وتلبية نداء الشريف لمقاومة الاسبان في هذه المنطقة من الريف.وسيشكل هذا الجانب أهم محاور المداخلة ،حيث ستبرز العلاقة التي كانت تجمع أبناء هذه القبائل بحركة المجاهد أمزيان، والقواسم المشتركة من أجل الدفاع حوزة الوطن ضد المستعمر ومن سار في ركابه من خونة وأعداء الأمة، مقابل حفنة من المال وبعض الامتيازات الزائلة. وفي الختام سيحاول الحديث عن معركة أغزار ن وشن، الذي هو محور هذه الندوة العلمية وأكرر الندوة العلمية...وما أسفرت عن هذه المعركة من نتائج سواء على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي.وسنحاول أيضا الإجابة على بعض الأسئلة المطروحة في هذه المداخلة. ميمون أزيزا، المحاضر ضمن "المجتمع الريف في مواجهة الاحتلال الاسباني" فقد أورد ضمن ملخصه: "كثر الحديث مؤخرا عن مسألة الذاكرة المشتركة بين البلدين الجارين، المغرب وإسبانيا. وتكتسي هذه المسألة في نظرنا بعدا خاصاً في الريف لكون هذه المنطقة عانت من ويلات الاستعمار الإسباني لمدة طويلة. وتعتبر مقاومة الريفيين لهذا الاحتلال فصلا هاما من فصول هذا التاريخ الذي كاد أن يسقط في النسيان.و سنحاول التذكير ببعض فصول هذه المقاومة التي مازالت حية في نفوس وذاكرة أهل هذا البلد. ويكتسي موضوع المقاومة الريفية أهمية قصوى نظرا للدور الخطير الذي اضطلعت به في رد التحدي الاستعماري وصيانة حوزة البلاد وذلك منذ احتلال الاسباني لمدينة مليلية عام 1497 . وخاضت قبائل قلعية بالخصوص صراعا مريرا ضد مطامع اسبانيا في الريف وتطلعاتها إلى توسيع الجيوب التي تحتلها في الواجهة المغربية المتوسطية. وتعد حرب 1909 احد أبرز نماذج هذه المقاومة الباسلة والتي تعبر عن الرفض القاطع للغز الاسباني و من أشهر فصولها معركة وادي الذئب في 27 يوليوز1909 . ففي هذه المرحلة اتسمت المقاومة بكونها مقاومة عفوية فهي تمثل ردود فعل تلقائية و نضال بطولي قاده سكان قلعية ضد التدخل الأجنبي. وتهدف هذه المداخلة كذلك إلى دراسة و تتبع انعكاسات هذه الحرب على المستويين الوطني و المحلي ثم على الصعيد الاسباني. ففي اسبانيا أثارت هذه الحرب ردود فعل و احتجاج بلغ أوجه فيما يعرف بالأسبوع المأساوي لبرشلونة.