كشفت مصادر مطلعة من سرية الدرك الملكي بمدينة الحسيمة أن عناصرها انتقلوا، بداية الأسبوع الجاري، إلى قبر الشيخ علي بن حسون الواقع بجماعة رواضي بنواحي الحسيمة، وكشفت المصادر ذاتها أن رجال الدرك الملكي قاموا بالاستماع إلى إفادة مجموعة من السكان. وكان سكان دوار "ادوز" بمنطقة الرواضي إقليمالحسيمة أكدوا أنهم استيقظوا مؤخرا على أعمال تخريب مست ضريح شيخهم المعروف في "المنطقة" علي بن حسون، أحد علماء المنطقة في القرن الخامس عشر الميلادي، وأحد أبرز من قادعملية تلقين تعاليم الدين الإسلامي لأبناء منطقة الريف. وكشف السكان أن مجهولين قاموا بتدنيس القبر الأقدم من نوعه في المنطقة، وفي هذا السياق أكد مصطفى حسوني أد أبناء المنطقة ل"أخبار اليوم" ان أهالي الدوار لم يتوصلوا بعد إلى الجهة التي تقف وراء عملية التخريب ولا الأسباب والدوافع التي دفعتها إلى ارتكاب ذلك العمل، وأضاف حسوني :"ليست هذه هي المرة الأولى لتي يتعرض فيها قبر الشيخ علي بن حسون للتخريب، وإنما سبق في سنوات مضت ان تمت محاولة إحراقه لولا تدخل السكان في الوقت المناسب لإخماد الحريق الذي شب فيه"، ويوجه بعض أبناء المنطقة أصابع الاتهام إلى عصابات البحث عن الكنوز التي أصبحت تغزو مناطق واسعة من الريف، وتنقب عن الكنوز بجوار الأضرحة المنتشرة بالمنطقة. وأكد حسوني أن حالة المقبرة "مزرية" حيث تغيب الحراسة، بالإضافة إلى انعدام السياج أو السور الذي يمكن أن يحمي القبور من الاعتداء على حرمات الموتى"، قبل أن يضيف: "المجلس الجماعي للرواضي عجز حتى عن بناء سور يحمي حرمات الموتى". وتشير بعض المصادر التاريخية (عمر لمعلم) إلى أن الشيخ سكن في المنطقة المذكورة في القرن الخامس عشر الميلادي إبان حكم السعديين، وعمل على نشر تعاليم الإسلام وتلقين علوم الفقه وتعليم القرآن الكريم لسكان الدوار والأماكن المجاورة له، والقادمين إليه من مناطق أخرى بعيدة، واستغل المسجد الموجود بالدوار، الذي قيل إنه بني في القرن السادس الهجري (القرن ال12 الميلادي)، لنشر دعوته، كما شيد مسجدا في أعلى الجبل أوى إليه للعبادة.