بحضور أكثر من 1500 مشارك وإعلان تسعة عن إسلامهم أمام الملأ، اختتم الملتقى السنوي للمسلمين الجدد دورته السادسة لأول مرة في مركزهم الرئيس بمدينة أمستردام الهولندية، بعد أن ظلوا لسنوات يتنقلون بين المساجد والمراكز التي أنشأها المسلمون الوافدون. وأعلن تسعة من الهولنديين -ثلاثة رجال وست نساء- إسلامهم أمام الملأ بمناسبة انعقاد الملتقى، في حين فضل عدد آخر إعلان إسلامهم بعيدا عن عدسات الكاميرا وأقلام الصحفيين تجنبا لردود الفعل التي يمكن أن تعترضهم في محيطهم العائلي والجامعي والوظيفي، كما يقولون. وحسب المنظمين فقد بلغ عدد المسجلين لحضور الملتقى السنوي للمسلمين الجدد في هولندا 1500 مسجل، اضطرت إدارة الملتقى على إثر تزايد العدد لغلق باب التسجيل على موقع يوم المسلمين الجدد، والاعتذار لمن لم يعد بإمكانه التسجيل ومطالبتهم بعدم الحضور لمحدودية الأماكن. بلغ عدد النساء ثلثي الحضور مما اضطر الإدارة المنظمة لاقتطاع جزء من أماكن الرجال للنساء ووضع خيام أمام المسجد لاستيعاب الحضور، واضطر عدد من الحضور إلى البقاء في الممرات وخارج مبنى المسجد. وامتدت فعاليات الملتقى التي نظمتها مؤسسة اكتشف الإسلام بالاشتراك مع المنتدى الوطني للمسلمين الجدد وتواصلت يوم أمس الأحد 31 مارس/آذار اليوم كله بالمسجد الأزرق بالعاصمة أمستردام. وفي حديث إلى نور الدين فيلدمان -عضو مؤسسة اكتشف الاسلام- للجزيرة نت، على هامش الملتقى بيّن أنه ولأول مرة يتم جمع المسلمين الجدد في العاصمة أمستردام في مسجد خُصص لهم ومفتوح للمسلمين الوافدين. وأوضح أن المسلمين الجدد كانوا قبل هذا الوقت ضيوفا في هذا المسجد أو ذاك قائلا "في السنوات الماضية كنا نقيم ملتقياتنا بين إخواننا الوافدين في روتردام، أوتريخت، ولاهاي ولكن هذه السنة كان المسجد الأزرق عنوان المسلمين الجدد يستقبل مسلميه الجدد وشبابا ولدوا وتربوا هنا". دعاة وحضر على شرف الملتقى عدد من الدعاة مثل الداعية الأميركي يوسف إستس، الذي كان مبشرا أميركيا قبل أن يتحول للإسلام. وركز إستس على رواية قصص لأناس تحولوا إلى الإسلام وما أضافه الإسلام لهم، وأصر عدد من الحضور على إعلان إسلامه بين يديه. وتحدث الداعية البريطاني حمزة تزورترس المعرف بمحاورة الملحدين ليوضح دلالة الكلمات التي قد ينطقها المسلم وخاصة المسلم الجديد ولا يفقه معناها مؤكدا للحضور الذي كان أغلبه من الشباب على ضرورة التمسك بالعلم والبحث والتفقه وعدم التركيز على القشور. وختم ملهم الشباب والمدرب النفسي فاروق الزمان من السعودية بكلمة حماسية للشباب أكد فيها أبعاد القدوة الحسنة ودور حماسة الشباب في انتشار الإسلام. ابن ووالده ولفتت انتباه الحضور قصة الشاب توماس فريزر الذي أسلم منذ سبع سنوات وجاء هذه المرة يمسك بيد والده الطاعن في السن ليعلن إسلامه أمام الملأ. وقال الوالد "لقد تأثرت بابني وزوجته اللذين أهدياني هذه الراحة النفسية". وبين الوالد -البالغ من العمر 71 سنة- أنه بعد بحث تأكد من صحة ما يسير عليه ابنه وزوجته قائلا "لقد أخذت قراري هذا وأنا سعيد أن أكون مثلهما". وفي حديث إلى الابن توماس مع الجزيرة نت أوضح أن حياته تغيّرت بعد أن تعرّف إلى زوجته قائلا "بتعرفي على زوجتي الحالية والنقاش والحوار الدائم معها والبحث في الكتب تأكدت أن الحقيقة في هذا الدين ولذلك اتخذت قراري". وأكد أن هذا القرار أثّر على حياته في اتجاه إيجابي قائلا "أحسست براحة جعلتني أقترب أكثر من عائلتي وأغيّر من سلوكي حتى تأثر الوالد بي والآن جاء ليؤدي الشهادة". تغيير كامل بحياته أما هاري فيستر -الذي أعلن إسلامه بين يدي الداعية الأميركي إستس- فقال للجزيرة نت إن ما غّير حياته كلها هي هدية عبارة عن القرآن الكريم مترجما". وتابع هاري قائلا "قررت بعدها أن أعكف على القراءة والبحث لأصل إلى أن الإسلام هو الدين الذي أبحث عنه". وأشار إلى أنه أعلن إسلامه اليوم ولا يعلم بقراره أحد من العائلة ولكنه مستعد لتحمل التبعات.