تزايد حالات الإقبال على الإسلام بين أبناء الجاليات الغربية في المغرب خاصة في صفوف الناشئة والشباب، في ظاهرة أصبح المغرب معها وجهة مفضلة للعديد من الغربيين خاصة الأوروبيين لإعلان إسلامهم، لا سيما بمساجد مدينة الدارالبيضاء. وبمسجد عقبة بن نافع بالعاصمة الاقتصادية، أعلنت الفرنسية "دوكريست غوكسان" التي تبلغ من العمر 24 سنة إسلامها في الأيام الأولى من شهر رمضان، وفي جو رمضاني مهيب شهده جمع غفير من المصلين، قالت "غوسكان":" لي الشرف أن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله". وأطلقت المسلمة الجديدة على نفسها اسم "سكينة" مؤكدة أن الفضل في إسلامها يرجع، بعد الله سبحانه وتعالى، إلى بحثها المستميت ومدارسة الكتب الإسلامية، والحوارات المتكررة هنا وهناك، ثم مساهمة أمها التي التزمت بالحياد الإيجابي ولم تضايقها في اختيارها. مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، شهد هو الآخر حالات لاعتناق الإسلام، وشهدت الأيام الأولي واقعة تلقين القارئ عمر القزابري الشهادة لألماني أعلن إسلامه أمام حشد كبير من المصلين . وحول الإقبال حول إعلان الإسلام بالمغرب، أوضح خطيب الجمعة عز الدين توفيق، الذي ارتبط ذكر المسجد به، بأن بيت الله هذا يعرف إسلام عشرات المقبلين على دين الله سنويا، والذين يأتون من دول مختلفة كفرنسا وإيطاليا وكندا وأمريكا وإسبانيا وبريطانيا، وقد كرس توفيق حياته من أجل هذا العمل الجليل، ليتحول هذا المسجد إلى قبلة للمسلمين الجدد من الدول الأخرى. وقبل أن يعلنوا عن إسلامهم عقب صلوات الجمعة، يوجه خطيب المسجد هؤلاء المسلمين الجدد ويتحدث معهم ليطمئن على استقرار عقيدة الإسلام في قلوبهم، كما يوضح لهم بعض الأفكار والأحكام المغلوطة عن الإسلام في بلدانهم. وأضاف توفيق، في تصريح ل"التجديد" أن عدد معتنقي الإسلام يعرف ارتفاعا في فصل الصيف، مفسرا ذلك بالعمل الذي يقوم به المغاربة في دول المهجر، من خلال تعريف الغربيين بالإسلام ثم دعوتهم لزيارة المغرب ليعلنوا إسلامهم فيه، وأوضح بأن الإقبال على مسجد عقبة بن نافع مرتبط بالسمعة التي يحملها من كثرة الناس الذين أعلنوا إسلامهم في رحابه. وحسب عز الدين فإن يقع كثيرا أن يتصل به المسلمين الجدد ويزورونه لحل بعض المشاكل التي تواجههم في حياتهم، سواء داخل المغرب حيث يقيمون أو في بلدهم الأصلي. المسجد الذي يزيد عمره عن 10 سنوات يقع في الحي المحمدي وبجواره كتاب قرآني يحمل اسم المسجد، وقد بناه رجل محسن لم يرغب في الإفصاح عن اسمه ليكون العمل لوجه الله تعالى، قد أراد هذا الرجل توفي سنة 1996 أن يكون المسجد منبرا للناس تلقي فيه دروس للتوعية فعهد به إلى الشيخ توفيق، وهو أيضا أستاذ بكلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية وأحد الدعاة المعروفين بالدارالبيضاء. ويتسع المسجد لعشرة آلاف مصل بفضل اتساع مساحته ووجود ساحات واسعة بجواره، وقد بني وفق الطراز المعماري المغربي الأصيل، ويطمح خطيبه أن يقيم مركز للتعريف بالإسلام ملحق به، يكون دوره خدمة الدين الإسلامي ونشر تعاليمه في صفوف المسلمين. ""