شهدت العديد من المساجد المغربية إسلام الكثير من الأجانب، الذين اختاروا ليالي رمضان المباركة لإشهار إسلامهم عقب صلاة التراويح. وذلك على يد مقرئي وشيوخ هذه المساجد الذين كانوا يلقونهم الشهادتين وسط تكبيرات عشرات الآلاف من المصلين. وتزايد عدد المعتنقين الجدد للإسلام بالمغرب من الديانات الأخرى بشكل ملحوظ خاصة في شهر رمضان، بوتيرة متسارعة إذ تجاوز عدد المعتنقين للإسلام بأشهر مساجد المغرب، بحسب معطيات ميدانية حوالي 50 معتنقا للإسلام، خاصة بالعاصمة الاقتصادية وبمدينة مراكش، وبالرباط، والناضور..، ففي مسجد عقبة ابن نافع بالحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، أشهر حوالي 10 أجانب إسلامهم قبيل رمضان وخلال رمضان، (6 رجال وأربعة نساء) على يد الدكتور عز الدين توفيق، وبمسجد الأندلس بأناسي أسلم أزيد من أربعة أجانب على يد الدكتور محمد ربيع، وفي الأسبوع الأول من رمضان كان قد تم إعلان أربعة مسيحيين إسلامهم( امرأتين ورجلين)، في مسجد الكتبية في مدينة مراكش الحمراء على يد الشيخ محمد نبولسي، وكان قبل هذا ؛ قد أعلن مواطن فرنسي إسلامه بالمسجد ذاته، تلاه أجانب آخرون، كما أعلن مواطن بلجيكي إسلامه بمسجد القدس على يد الدكتور محمد خروبات. وبمسجد الريفي بالرباط كانت قد أسلمت مواطنة اسبانية بمساعدة الدكتور عبد السلام بلاجي...، والرقم مرشح للارتفاع بشكل كبير في غياب تتبع الظاهرة بإحصائيات قارة. علما أن أسماء ومعلومات شخصية عن كل معتنق جديد للإسلام، يقدمها أئمة المساجد التي يقصدها المعنيون إلى السلطات المحلية، ومندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. هذا، وأرجع أئمة المساجد استعداد عدد من الأجانب لإعلان إسلامهم خلال شهر رمضان، إلى تأثرهم بالأجواء الإيمانية وروحانية الشهر الفضيل، أو عن طريق بحثهم في حقيقة الإسلام، أو من خلال مخالطتهم لبعض المغاربة المتدينين. فيما اعتبر الدكتور عبد السلام بلاجي خطيب مسجد الريفي بالرباط أن أجواء رمضان الروحانية لا تتوفر إلا عند المسلمين، مشيرا إلى أن غير المسلم حينما يعيش هذه الأجواء تكون لها جاذبية خاصة عنده، فتدفعه إلى أن يدخل في الإسلام أو يقترب منه. وحدد الدكتور عز الدين توفيق خطيب مسجد عقبة ابن نافع بالدارالبيضاء، الأسباب الكبرى التي تدفع الأجانب لاعتناق الإسلام من خلال الحالات التي أشهرت إسلامها بالمسجد، في التساؤل والبحث في حقيقة الدين الذي يقود إلى قرار الهداية وهو إسلام النخبة. مضيفا أن فئة منهم تحتك بالمسلمين فينتهي بهم المطاف إلى اعتناق الإسلام، فيما هناك فئة وهي الأكثر شيوعا يقودها طلب الزواج من مغربية إلى تنفيذ شرط الإسلام..، وأشار عز الدين توفيق أن لكل معتنق جديد للإسلام قصة قادته إلى قرار الهداية تختلف في تفاصيلها من أحد إلى آخر. وأكد توفيق ل التجديد أنهم بالمساجد التي يقصدها الأجانب لإشهار إسلامهم، لا يعلون أكثر من استقبال المعتنق للإسلام والتأكد من صحة قراره دون إكراه أو إجبار، بعد ذلك يضيف توفيق نجعل له موعدا يوم الجمعة، لتلقينه الشهادة باللغة العربية وإعطائه فرصة للتكلم أمام المصلين، ثم تزويده بنصائح وتوجيهات، مشددا على ضرورة توفير الوزارة الوصية لمركز أو مصلحة خاصة مكلفة باستقبال معتنقي الإسلام من الأجانب القادمين إلى المغرب، متمنيا بأن تعمل الجهات المعنية على إيجاد مبادرة عاجلة في هذا الاتجاه، على غرار محطة محمد السادس وقناة السادسة.. أو من خلال إنشاء موقع على الانترنيت لهذه الغاية. وإذا كانت مثل هذه المبادرة فينبغي الإخبار بها وتفعيلها. وسجلت نسبة معتنقي الإسلام خلال سنة 2008 بحسب معطيات إحصائية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ارتفاعا بالنظر إلى نسبة معتنقات الإسلام، إذ ارتفع عددهن من 340 خلال سنة 2007 إلى 350 خلال سنة 2008 ، كما لوحظ أن جنسيات معتنقي الإسلام في تزايد مستمر، إذ انتقل عددها من 41 خلال سنة 2006 إلى 68 خلال سنة 2007 ليصل سنة 2008 إلى 70 جنسية. ويتصدر الفرنسيون (1022 معتنق) لائحة المعتنقين للإسلام بالمغرب، يليهم البلجيكيون (193)، فالإيطاليون (152)، ثم الاسبانيون (