حصل موقع "لكم.كوم" على صور صادمة لمرضى يفترشون الأرض في ظروف أقل ما يقال عنها أنها حاطة من الكرامة الإنسانية، وذلك بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الغساني التابع للمركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني الذي يعد من أكبر المراكز الاستشفائية الحديثة بالمغرب. موقع "لكم.كوم" قام بجولة بقسم المستعجلات بكل من المستشفى الإقليمي الغساني وقسم المستعجلات بالمركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني، يوم الأربعاء 22 غشت، ووقفنا على كيفية التعامل مع المرضى الذين تظهر على وجوههم معالم الفقر والامتعاض، حيث اضطر العديد منهم إلى النوم على الأرض إما لحدة الآلام التي يسببها لهم المرض أو لطول الإنتظار أمام قاعات الفحص. جولة قصيرة تتيح الإطلاع بشكل أوضح على حقيقة وضع المستعجلات بمستشفى الغساني والمركز الاستشفائي الجامعي، عشرات المرضى على كراسي متحركة أو على ظهور أقربائهم هذا المنظر يثير الاشمئزاز والتقزز والشفقة والرحمة، وما يثير الدهشة والاستغراب كون بعض المرضى ظلوا يترددون على تلك الأقسام منذ مدة دون أن يستفيدوا من الخدمات الاستعجالية الضرورية كحالة طفل ظلت تتنقل به أمه بين مستعجلات إبن الخطيب والغساني وعمر الإدريسي والمستشفى الجامعي، "وليت بحال الكرة كل واحد كيرمني عند الآخر وولدي كيموت" تقول الأم بحرقة. امرأة في الأربعينات من عمرها يدل مظهرها على واقع فقرها، أثار منظرها وهي مستلقية على الأرض إنتباه وعطف كل زوار قسم المستعجلات، فهاته المواطنة أعياها انتظار الحارس العام لتتوسل إليه لمساعدتها على إجراء كشف بالراديو الذي ليس باستطاعتها أداء سعره المقدر ب 120 درهما. "أنا يتيمة وفقيرة ولا معيل لي"، قالت بلغة تكاد تسمع وهي تئن من شدة الألم الذي تعاني منه في بطنها. ولحل مشكل الإكتظاظ بقسم المستعجلات، اقترح مسؤول بالمركز الاستشفائي الجامعي، دعم وتقوية المستشفيات الفلكية بجهة فاس وخاصة في الجراحة والولادة لأن المستشفى هو جامعي ويجب أن لا يستقبل إلا الحالات المستعصية، وقال بأن حوالي 50 في المائة التي تستقبلها أقسام المستشفى كلها مستعجلة وهناك بعض الأقسام تصل نسبة الحالات المستعجلة بها إلى 90 في المائة وهذا راجع حسب المسؤول الطبي إلى تأخر المرضى في تتبع حالاتهم الصحية حتى تتدهور وتتطلب تدخل مستعجل من أجل العلاج.