لحسن والنيعام أثار «قرار» طرد مسن، يبلغ من العمر 64 سنة، من المستشفى الجامعي الغساني بفاس والرمي به في الشارع حفيظة الحقوقيين بهذه المدينة. مصدر من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أورد أن الأخيرة تنوي إعداد تقرير مفصل حول وضع المرافق الصحية بالمدينة وانتهاكات حقوق الإنسان في هذا المجال، وذلك بعد أن تكاثرت حالات مشابهة لمآل هذا المسن. وكان الوليد أحمد، وهذا هو اسم هذا المتضرر من تصرفات مسؤولي المستشفى، قد دخل طلبا للتطبيب على وجه الاستعجال إلى هذه المؤسسة بتاريخ 4 يناير الحالي بعدما أحس بتدهور حالته الصحية وبدأ يتقيأ الدم، وولج قسم المستعجلات لتجرى له الفحوصات الأولية، إلا أن بعض مسؤولي المؤسسة اتخذوا قرارا وصف من قبل حقوقيي المدينة بالغريب ورمي به في حديقة المستشفى، ثم بعد ذلك أخرج إلى الشارع المحاذي لهذا المرفق العام، وذلك يوم الثلاثاء الماضي. ولايزال هذا المسن المريض يفترش الأرض ويلتحف السماء في انتظار المجهول. ويرجح أن يكون هذا المسن من المشردين، واضطر إلى ولوج المستشفى بعدما ساءت حالته الصحية. المصدر الحقوقي أشار إلى أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عاينت هذه الحالة، وأخبرت السلطات الأمنية بالحادث، لكن هذه الأخيرة لم تحرك إلى حد الآن أي ساكن. المصدر ذاته أشار إلى أن قسم المستعجلات بهذا المستشفى يفتقر إلى الحد الأدنى من الأسِرّة ومن أدوات العمل الضرورية. وقال إن وضع القطاع الصحي بفاس كارثي. `وأقر مصدر من المستشفى بتعرض هذا المسن «للترحيل» من قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الغساني، وذلك بعد أن مكث فيه ما يقارب أربعة أيام متتالية. وأضاف أن قسم المستعجلات أصبح ملاذا للمشردين الذين يقصدونه لقضاء فصل الشتاء والاختباء من البرد القارس ومن الأمطار، موضحا أن حالات كثيرة تعرضت لنفس المصير لفسح المجال أمام المرضى للتطبيب. وأفاد بأن إدارة المؤسسة عادة ما تلجأ إلى المساعِدات الاجتماعيات «للتخلص» من هؤلاء، إلا أنهن عادة ما يفشلن في إيجاد سرير لهم في الجمعيات الخيرية القليلة في المدينة. وأمام هذا الوضع، يضطر بعض المسؤولين إلى إصدار تعليماتهم للحراس ب«طرد» هؤلاء.