أكد وزير التجهيز والنقل السيد عزيز رباح من خلال كلمة ألقاها مساء يوم أمس السبت الموافق ل30 من شهر يونيو المنصرم بمدينة دسلدورف الألمانية أن الجالية المغربية بكامل مكوناتها تتحمل أيضا مسؤولية الدفع بعجلة الإصلاح الذي وضعته الحكومة الجديدة هدفا جوهريا لها. وقد عرف هذا اللقاء التواصلي مع الجالية المغربية الذي نظمته جمعية مغرب التنمية، الإمتداد لحزب العدالة والتنمية بالخارج، عرف حضورا متميزا من ممثلين عن الجمعيات المغربية الألمانية، رجال أعمال مغاربة، أكادميين وأساتذة جامعيين وكذا رؤساء الرابطات الثقافية والإسلامية. وأشار السيد رباح في هذه الندوة إلى أهمية المرحلة التي تعيشها البلاد وإلى ضرورة تلاحم كل التيارات من أجل محاربة الفساد وتطبيق مضامين الدستور الجديد والحكامة الجيدة. الجانب الإقتصادي كان له نصيب الأسد في هذا اللقاء حيث أكد السيد رباح على أن جلب المستثمرين الأجانب وتوظيف الخبرات العلمية المكتسبة التي تتوفر عليها الكفاءة المغربية بألمانيا في مختلف المجالات لمن أهم الآليات التي يمكنها دعم وتحريك عجلة الإقتصاد المغربي، مذكرا بالدور الكبير الذي لعبته الجالية التركية بألمانيا في تعزيز العلاقات الدولية بين ألمانيا وتركيا. وفي هذا المجال أفصح السيد رباح إلى أن الحكومة الجديدة قد سطرت برامج محكمة من أجل القضاء على الرشوة والبيروقراطية المعقدة من أجل تحفيز أكثر ودعم قوي للإستثمار بالمغرب، مشيرا في الوقت نفسه على أن محاربة الرشوة لن تأتي بوضع قوانين فقط، بل قبل ذلك وعي المواطن المغربي بهذه المسؤولية المشتركة مع الدولة ومساهمته في تطبيق ذلك على أرض الواقع من خلال محاربة وفضح المفسدين. وأوضح السيد رباح في كلمته التي دامت أكثر من ساعة أن المغرب قد عرف تحولا ديموقراطيا من نوع خاص في ظل الثورات التي شهدتها المنطقة العربية، حيث تميزت التجربة المغربية بالتشبث بالملكية والمحافظة على الإستقرار ولكن مع المطالبة بالقيام بإصلاحات جوهرية وفي كل القطاعات، كما أشار إلى بداية عملية الإصلاح الشامل بالبلاد سواء في القضاء، الصحة، التعليم أو قطاعات أخرى وأن المواطن المغربي سيلمس بلورة حقيقية لهذا التغيير بشكل أكثر في الشهور القادمة. وفي الأخير تم فتح باب الأسئلة والتدخلات الشفوية للحاضرين دام أكثر من ساعة ونصف تخلله تسليط للضوء على مجمل المشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية خاصة عند عملية العبور إلى أرض الوطن وكذا الفساد الذي يعترض سبيل الإستثمار بالمغرب، وهنا أكد الوزير على ضرورة تكثيف التواصل مع المسؤولين المغاربة الذين هم "خدام للشعب" -كما جاء على لسان السيد رباح- وإمدادهم بكل الإقتراحات والملاحظات من أجل العمل سويا على تحسين كل الظروف، مشيرا في الوقت نفسه أن رقمه الهاتفي وعنوانه الإلكتروني تحت الخدمة وما على المواطن سوى مده بالشكايات سواء كانت كتابية أو مسجلة والتي تثبت تجاوزات أو إستغلال للسلطة. أفراد الجالية المغربية بألمانيا إستغلوا فرصة تواجد المسؤول الحكومي لتقديم إقتراحات وللإستفسار عن قضايا سياسية هامة مثل صندوق المقاصة وإصلاح القضاء وكذلك دفتر التحملات، حيث عمل السيد رباح على تقريب الصورة للحاضرين من خلال أجوبته الصريحة والشفافة. و في الأخير إستحسن السيد عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، الدعم الذي عبر عنه ممثلي الجالية المغربية للحكومة الجديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية داعيا في الوقت نفسه إلى أهمية تكثيف التواصل وتبادل الآراء بين المواطنين والمسؤولين بهدف تحقيق الإصلاح الشامل للبلاد.