سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار مع محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج « مستعدون لتقديم كل الدعم لشبكة الكفاءات المغربية حتى نجعل منها تجربة رائدة في ألمانيا وفي باقي البلدان»
قام مؤخرا الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر بزيارة ميدانية إلى ألمانيا، شملت مدينتي دوسلدوف وفرانكفورت. وتميزت الزيارة ببرنامج مكثف سواء مع الجالية المغربية بمختلف أجيالها وأصنافها أو مع السلطات الألمانية على المستوى المحلي والجهوي. وتوج اللقاء الأخير بمدينة فرانكفورت بإهداء السيد الوزير سيارة رمزية، اعترافا له بالمجهودات التي بذلها بتمكين المتقاعدين من الحصول على تخفيضات مهمة لتعشير سياراتهم في المغرب والتي وصلت إلى %85. - لماذا هذه الزيارة إلى ألمانيا؟ - تندرج هذه الزيارة الميدانية في إطار تنفيذ سياسة القرب والتواصل التي تنهجها الوزارة، والهادفة إلى الانفتاح على مختلف مكونات الجالية المغربية في جميع أنحاء العالم من خلال التحاور، والاستماع إليهم وكذا اطلاعهم على التقدم الحاصل في تنفيذ البرنامج الحكومي المتعلق بتدبير شؤون وقضايا الجالية المغربية في الخارج. ويمكن تلخيص أهدافها في ثلاث نقط أساسية: - تعزيز سياسة القرب والتواصل مع أفراد الجالية وإطلاعهم على مضامين البرنامج الحكومي، ومختلف الأوراش المفتوحة لتدبير قضايا المواطنين المغاربة في الخارج، - التأسيس لمقاربة تشاركية من خلال الاستماع لمطالبهم وانتظاراتهم وكذا مقترحاتهم في ما يخص مختلف القضايا المطروحة، - فتح قنوات للتشاور مع السلطات الألمانية بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا بحث إمكانيات الشراكة في إطار الرؤية والسياسة المتبعة من طرف المغرب في مختلف المجالات التي تهم جاليتنا بألمانيا. - ما هي خلاصات هذه الزيارة؟ - شملت هذه الزيارة مدينتي دوسلدورف وفرانكفورت، وتميزت ببرمجة مجموعة من اللقاءات والزيارات الميدانية همت بالأساس : - تنظيم أربعة اجتماعات مع مختلف الشرائح الممثلة للجالية المغربية القيمة بمختلف المناطق الألمانية (الجمعيات، الكفاءات، ...)، - إجراء أربعة لقاءات مع مسؤولين ألمانيين على المستوى المحلي والجهوي، - زيارات ميدانية لمشاريع دينية واجتماعية وثقافية منجزة من طرف جمعيات مغربية بمدينة فرانكفورت، - المشاركة في لقاء بجامعة فرانكفورت موجه بالأساس للطلبة المغاربة بألمانيا، تم تنظيمه من طرف بعض الكفاءات المغربية، - لقاءات مع مجموعة من الفعاليات المغربية بألمانيا في مجالات شتى (تعليم اللغة العربية، التعليم العالي والبحث العلمي ، الاستثمار، التأطير الديني...). ومن أهم الخلاصات التي يمكن تسجيلها : - تواجد طاقات هائلة في صفوف الجالية في ألمانيا، وبصفة خاصة الكفاءات، والتي يمكن إشراكها والعمل معها على عدة مستويات : تأطير الجالية، تنفيذ البرامج وخاصة تطوير الحوار مع السلطات الألمانية. وفي هذا الإطار، تم الاتفاق مع السيد سفير جلالة الملك على تنظيم أول مؤتمر للكفاءات المغربية بألمانيا خلال شهر نونبر المقبل بالمغرب. - تواجد نسيج جمعوي مهم ينشط في مجموعة من الميادين (المساجد، التعليم، المساعدة الاجتماعية...) والذي قام ويقوم بعمل مهم. لكن الملاحظ هو تشتت الجهود وغياب مخاطب موحد. لذا، وأخذا بعين الاعتبار الاقتراحات المعبر عنها من طرف هذه الجمعيات وفي أفق تطوير وتجميع مختلف المبادرات تبين أنه حان الأوان لدعم وتطوير العمل الجمعوي من خلال خلق بنية جمعوية موحدة، وتوفير مخاطب اجتماعي داخل القنصليات لتوفير المساعدة البسيكولوجية ومواكبة مختلف الفئات، خاصة المرأة والشباب والمتقاعدين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. - في ما يتعلق باللقاءات مع المسؤولين الألمان، تم تحديد مجالين يمكن أن يشكلا أرضية لتطوير التعاون والشراكة، ويتعلق الأمر ب : - تعزيز قدرات الجمعيات المغربية بألمانيا: على هذا المستوى، عبر المسؤولون الذين تم التباحث معهم عن دعمهم لهذه البادرة، وعن استعدادهم لدراسة طريقة الاشتغال بتنسيق مع القنصليات المغربية. - إنشاء فضاءات ثقافية مغربية في ألمانيا : بعد الإطلاع على الرؤية المغربية لهذه الفضاءات وأهدافها، تم الاتفاق على بدء المشاورات من أجل تحقيق هذا المشروع في إطار تشاركي بين مختلف الفعاليات والمؤسسات الألمانية والمغربية. - ماذا بامكان وزارتكم أن تقدمه إلى الجالية المغربية بألمانيا بأجيالها المختلفة؟ - إن الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج هي وزارة مهامها تتجلى بالأساس في الاقتراح والتنسيق، والمتابعة والتقييم والتقويم والعمل مع جميع المتدخلين على توحيد الجهود واستغلال أمثل للإمكانات والطاقات، بغية تحقيق سياسة شمولية ومندمجة، متناسقة ومتكاملة للنهوض بأوضاع جاليتنا عبر العالم. ولبلوغ هذا الهدف، بلورت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، وفي مقدمتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج، مخطط عمل أولي (2008-2012) تسعى من خلاله التأسيس لاستراتيجية وطنية جديدة متناسقة ومتكاملة لحسن تدبير قضايا الجالية المغربية بالخارج، وذلك باعتماد منهجية تشاركية ومندمجة، ضمن مقاربة شمولية ومتناسقة ذات بعد استشرافي، قوامها اعتبار مغاربة العالم امتدادا استراتيجيا للمجتمع المغربي، وطرفا فاعلا في بناء صرح المشروع الديمقراطي ورافعة أساسية من روافع التنمية الاقتصادية والبشرية. وقد أعطت الوزارة لتنفيذ مضامين هذا المخطط، الأولوية للإشكاليات التي تطرح تحديات آنية وتكتسي في نفس الوقت رهانات إستراتيجية جد حساسة بالنسبة لمستقبل المواطنين المغاربة المهاجرين ولوطنهم الأم. ومن بين هذه الإشكاليات الرئيسية التي يستوجب التنسيق والتعاون على معالجتها بشكل موضوعي، جاد ومسؤول في غضون السنوات القليلة المقبلة : - المحافظة على الهوية الوطنية اللغوية والدينية والثقافية والحضارية للأجيال الجديدة لمواطني المهجر، وتقوية وترسيخ ارتباطها بوطنها الأم. - تحقيق الإدماج الكلي والفعلي للمواطنين المغاربة المهاجرين في تدبير مجالات الشأن العام، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدهم الأصل المغرب. - توفير الوسائل والآليات الكفيلة بانبثاق جيل جديد من الاستثمارات لمغاربة العالم وانخراطهم الفعلي في العمل الاجتماعي وأوراش التنمية البشرية. - تحقيق المواطنة الكاملة للمواطنين المغاربة في بلدان المهجر، وتسهيل اندماجهم وتعايشهم الإيجابي في مجتمعات دول الاستقبال. - الدفاع عن مصالح المهاجرين المغاربة وصون كرامتهم والنهوض بأوضاعهم الحقوقية، الاجتماعية والإنسانية سواء ببلدان الإقامة أو داخل وطنهم الأصلي المغرب. وتجدر الإشارة إلى أن مضامين هذا المخطط حاولت إعطاء الأجوبة عن الأسئلة الآنية وتقديم الاقتراحات والحلول الأولية، ورصد وتحديد الآليات والوسائل الكفيلة بكسب الرهانات والتحديات المطروحة على بلادنا إن على الصعيد الداخلي أو على مستوى بلدان الإقامة، وذلك بالارتكاز على التجارب المتميزة التي راكمتها العديد من الهيئات والمؤسسات المكلفة بقضايا الجالية المغربية بالخارج وطنيا ودوليا، والاعتماد أيضا على مجموعة من اقتراحات وكتابات ودراسات العديد من الفعاليات الجمعوية والفكرية المعنية بهذا الحقل. وأخذا بعين الاعتبارلتعقيدات الهجرة والتغيرات العميقة التي أثرت على الجالية المغربية في الخارج خلال العقد الماضي، فقد تمت خلال هذه السنة، بلورة برنامج عمل طموح يستمد معالمه من المخطط الوطني الأولي 2008-2012. فبرنامج العمل برسم سنة 2009 يهدف إلى التلبية الفورية للمطالب والانتظارات الآنية للجاليات المغربية في الخارج، وفي نفس الوقت استشراف وتعميق الرؤية الحكومية على المدى الطويل. انطلاقا من هذه الاعتبارات، تم استهداف عدة أولويات للاشتغال على المدى المتوسط، سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد بلدان الاستقبال. فعلى المستوى الوطني، ثلاث أولويات توجه عمل الوزارة : * بناء الثقة مع الجالية المغربية في الإدارة؛ * تعزيز مواكبة عودتهم وتواجدهم بالمغرب؛ * تعبئة الكفاءات المغربية المهاجرة للمشاركة في الجهود التنموية داخل الوطن. وعلى المستوى الخارجي، ثلاثة مجالات أخرى تبدو ذات أولوية انطلاقا مما تم استنتاجه بعد المشاورات والاتصالات التي جرت مع عدة فئات من الجاليات المغربية، أساسا في أوروبا. وتتمحور هذه الأولويات حول قضايا: * التعليم والهوية الثقافية؛ * الاندماج؛ * القرب الاجتماعي. - كثيرا ما نسمع الجالية المغربية في ألمانيا تشتكي من إهمالها على عكس جاليات بعض الدول الأوروبية؟ - من خلال اللقاءات التي نظمتها مع مختلف فئات الجاليات المغربية منذ أزيد من سنة ونصف، يمكن القول إن الجالية المغربية في الخارج تعيش نفس المشاكل مع اختلاف بين البلدان يمليه الوضع الجغرافي أو طبيعة الجالية نفسها. ولكن لا بد من التأكيد على أننا نولي نفس الأهمية للجالية في ألمانيا على غرار مثيلاتها في كافة بقاع العالم. فقد قمت شخصيا في ظرف هذه السنة بزيارتين لألمانيا، الأولى لمدينة فرانكفورت خلال ماي الماضي والثانية هذه السنة والتي شملت دوسلدورف وفرانكفورت. كما أننا على اتصال دائم مع مختلف الفعاليات، سواء في المغرب وألمانيا ونبقى معبأين لمعالجة كل القضايا ومنفتحين على كل الاقتراحات والأفكار والمقترحات التي من شأنها دحض هذه الادعاءات. - تأسست مؤخرا شبكة للكفاءات المغربية في ألمانيا. كيف تتصورن إمكانيات التعاون المشترك مع هذه الشبكة؟ - كما سبقت الإشارة إلى ذلك في السؤال الأول، تتواجد في ألمانيا كفاءات مهمة وفي تخصصات مختلفة والتي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تفعيل السياسات الموجهة للجالية، وكذا في مختلف الأوراش التنموية التي يعرفها المغرب. فهذا الشق المتعلق بتعبئة الكفاءات يشكل محورا أساسيا في سياسة الوزارة على المدى القريب والمتوسط. وفي الإطار تم إنجاز دراسة معمقة في الموضوع، وسيكون المؤتمر المشار إليه سابقا فرصة لتقديم النتائج والتباحث مع الكفاءات بألمانيا حول سبل تفعيل هذه المقتضيات. وقد أتت مبادرتكم هاته في الوقت المناسب. وأود أن أغتنم هذه المناسبة لأهنئكم على هذه المبادرة الطيبة وأشكركم على مجهوداتكم. فالوزارة مستعدة لدراسة كل الإمكانيات المتاحة وتبقى منفتحة على كل الاقتراحات والتي يمكن بلورتها في إطار تشاركي على أساس مشاريع مضبوطة في الزمان والمكان. ونحن مستعدون لتقديم كل الدعم لهذه الشبكة حتى نجعل منها تجربة رائدة في ألمانيا، وفي باقي البلدان التي تعرف تواجد كفاءات مغربية، بإمكانها المساهمة معنا في النهوض بأوضاع جاليتنا عبر العالم والمساهمة في بناء مغرب الأصالة والحداثة والتقدم.