أكد السيد محمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن إقامة حوار دائم مع مختلف مكونات هذه الجالية من شأنه الاستجابة بشكل أفضل لتطلعات وانشغالات المهاجرين المغاربة. وشدد السيد عامر، الذي قام خلال الاسبوع الماضي بزيارة عمل لاسبانيا شملت جهات الأندلس وبلنسية وكاطالونيا، في إطار اللقاءات التواصلية المنتظمة التي يجريها الوزير مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها، على أن التواصل الدائم مع هذه الجالية، يشكل أحد محاور الاستراتيجية التي وضعتها وزارته من أجل مرافقة المهاجرين المغاربة. وأعرب الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء، عن استعداد وزارته لاعطاء دفعة جديدة لمرافقة المغاربة المقيمين بالخارج، من خلال إقامة شراكات في المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية، للاستجابة بشكل أحسن لحاجياتهم، مبرزا أن المغرب يراهن على الجالية المغربية المقيمة بالخارج لضمان تنميته الاقتصادية والدفاع عن مصالحه والمحافظة على إشعاعه الثقافي والحضاري. وفي هذا الصدد قال السيد محمد عامر إن زيارة العمل التي قام بها لاسبانيا واستغرقت أسبوعا كاملا، "تندرج في إطار الوقوف على أوضاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والانصات إليها، وأيضا إطلاعها على التقدم الذي يشهده المغرب في جميع المجالات، فضلا عن إطلاعها على التطورات الاخيرة للقضية الوطنية". وفي هذا الاطار أكد السيد عامر أن اللقاءات التي عقدها مع الجالية المغربية في كل من جهات الاندلس وبلنسية وكاطالونيا، شكلت فرصة من أجل دعوة المغاربة المقيمين بإسبانيا إلى مواصلة التعبئة من أجل الدفاع عن القضية الوطنية ومواجهة المناورات التي يحيكها أعداء الوحدة الترابية للمملكة، والمشروع الحداثي والديمقراطي للمغرب، فضلا عن دعوتها إلى العمل على تنوير المجتمع المدني الاسباني بمختلف جوانب القضية الوطنية. كما أبرز الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج التقدم الملحوظ الذي حققته المملكة في عدة مجالات، مشيرا إلى أن الترحيب الدولي الذي لقيه المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية، الذي وصف بأنه "جاد وذي مصداقية" من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أزعج الأطراف التي تحاول تقويض الجهود التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع المفتعل. وأكد السيد محمد عامر في هذا السياق، على أن المبادرة المغربية لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، تحت السيادة المغربية، ستمكن المواطنين بهذه الجهة من تدبير شؤونهم بأنفسهم. وفي ما يتعلق بمشروع الجهوية المتقدمة، شدد الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، على أنها تشكل أحد الاوراش الكبرى التي أطلقها المغرب لتعزيز المسلسل الديمقراطي، موضحا أن المملكة عاقدة العزم على السير في هذا الاتجاه، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. تجدر الاشارة إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، قام خلال الفترة ما بين 10 و17 يناير الجاري بزيارة عمل لاسبانيا. وخلال هذه الزيارة التي تمت تغطيتها من قبل العديد من وسائل الاعلام المكتوبة والسمعية البصرية الاسبانية، سواء في الاندلس أو بلنسية أو كاطالونيا، أجرى السيد عامر العديد من اللقاءات مع مسؤولين محليين وفاعلين ثقافيين ونقابيين بهذه الجهات، بالاضافة إلى ممثلي جمعيات الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا. وهكذا أجرى السيد محمد عامر بمدينة إشبيلية مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للاندلس السيد خوسي أنطونيو غرينيان تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب والاندلس، خاصة في المجال الثقافي وتشجيع مشاركة الجالية المغربية المقيمة في هذه الجهة، في تعزيز هذه العلاقات. كما أجرى مباحثات مع مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط السيدة إلبيرا سان خيرونس إيريرا، تمحورت بشكل خاص حول بحث سبل النهوض بمشاركة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط في الاشعاع الثقافي للمغرب في كل من جهة الأندلس وإسبانيا. وشكل موضوع إقامة شراكة مع الاتحاد العام للشغالين بالاندلس لدعم المغاربة في وضعية صعبة، خاصة في مجال المساعدة القانونية، محور اجتماع عقد بإشبيلية بين السيد محمد عامر ونائب الكاتب العام للمركزية النقابية الاندلسية السيد ديونيسيو بالبيردي. وبمدينة الجزيرة الخضراء عقد السيد محمد عامر اجتماع عمل مع عمدة المدينة السيد طوماس إيريرا ونائب مندوب الحكومة المركزية في هذه المدينة الأندلسية السيد رافاييل بيلايو ورئيس السلطة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء السيد مانويل ليدرو ومنسق الإدارة العمومية للدولة السيد خوسي أندريس أويو ديل مورال خصصت لبحث سبل تعزيز التعاون بين إقليم الجزيرة الخضراء والمغرب، فضلا عن الاطلاع على مختلف الجوانب التي تهم الجالية المغربية المقيمة بهذه المدينة الاندلسية وضواحيها. ومن أجل التعرف بشكل دقيق على واقع الجالية المغربية المقيمة بمنطقة ألميرية، اتفق السيد محمد عامر مع عميد جامعة ألميرية السيد بيدرو مولينا على إنجاز دراسة أكاديمية حول الجالية المغربية المقيمة بهذه المنطقة بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك بغية التعرف بشكل أفضل على واقع المغاربة المقيمين في هذه المنطقة الاندلسية وديناميات اندماجها. وخلال تواجده بمدينة الجزيرة الخضراء، زار السيد محمد عامر ميناء الجزيرة الخضراء الذي يعتبر ممرا أساسيا بالنسبة لجزء كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لعبور مضيق جبل طارق. كما زار السيد عامر المقر الرئيسي ل"مؤسسة الضفتين" التي تقوم بعدة مشاريع للتعاون في المجال الثقافي مع شركائها في المغرب. ومن جهته أخرى أجرى الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لقاءات مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بمدن إشبيلية والجزيرة الخضراء وألميرية وبرشلونة وضواحيها، خصصت للاطلاع على تطلعات وانشغالات المهاجرين المغاربة في جهة الاندلس. وتكتسي زيارة السيد عامر لهذه الجهات الاسبانية أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد الذي يقيم به أزيد من 800 ألف مغربي تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.