دعا السيد محمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، اليوم الجمعة، جمعيات المغاربة المقيمين في الخارج إلى إقامة شراكات مع الوزارة من أجل خدمة مصالح الجالية المغربية على أحسن وجه. وأكد السيد عامر خلال لقاء عقده في مدينة بلنسية (شرق إسبانيا) مع ممثلين عن الجمعيات المغربية والمواطنين المغاربة المقيمين في بلنسية أن من شأن إقامة هذه الشراكات في المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية المساهمة في الاستجابة لتطلعات وانشغالات أفراد الجالية المغربية المقيمين في هذه الجهة الاسبانية.
وشدد، بهذه المناسبة، على ضرورة الحفاظ على حوار دائم مع مختلف مكونات الجالية المغربية المقيمة في الخارج التي ساهمت بشكل كبير في تنمية بلدها الأصلي في العديد من المجالات.
وفي هذا الإطار، استعرض السيد عامر مختلف التدابير التي اتخذتها الوزارة لصالح أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، معبرا عن تضامن الحكومة المغربية معهم في هذه الظروف الصعبة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعديد من البلدان الأوروبية من بينها إسبانيا.
وأكد السيد عامر في هذا الصدد استعداد الوزارة للمضي قدما في مواكبة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وتحسين أوضاعها، مبرزا أن الحكومة وضعت برنامجا طموحا يشمل الجوانب الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والقانونية والتربوية.
وبخصوص قضية الصحراء دعا السيد عامر الجالية المغربية المقيمة في بلنسية إلى المزيد من التعبئة لمواجهة مؤامرات خصوم الأمة الهادفة إلى الإساءة للوحدة الترابية للمملكة والمشروع الحداثي والديمقراطي للمغرب.
وشدد الوزير، في هذا السياق، على أن المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية يشكل حلا جريئا ونهائيا من أجل طي هذا النزاع المفتعل، مشيرا إلى أن مشروع الجهوية المتقدمة يأتي لتعزيز المسلسل الديمقراطي الذي انخرطت فيه المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
من جانبهم، جدد ممثلو الجالية المغربية في بلنسية خلال هذا اللقاء الذي حضره القنصل العام للمملكة في بلنسية السيد الحسن الدحمان، استعدادهم للدفاع عن القضية الوطنية ومواجهة المناورات الهادفة الى المس بالوحدة الرابية للمملكة.
كما شكل هذا اللقاء فرصة لاستعراض عدد من المشاكل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا لا سيما ما يتعلق بالمجالات الإدارية والاجتماعية ومن بينها تجديد بطاقات الاقامة والنقص الحاصل في مدرسي اللغة العربية.
وتجدر الاشارة إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج يقوم خلال الفترة ما بين 10 و17 يناير الجاري بزيارة عمل لاسبانيا تشمل جهات الأندلس وبلنسية وكاطالونيا ، تندرج في إطار اللقاءات التواصلية المنتظمة التي يجريها الوزير مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها.
وكان السيد محمد عامر قد أجرى، بمدينة إشبيلية، مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للاندلس السيد خوسي أنطونيو غرينيان تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب والاندلس خاصة في المجال الثقافي وتشجيع مشاركة الجالية المغربية المقيمة في هذه الجهة في تعزيز هذه العلاقات.
كما أجرى مباحثات مع مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط السيدة إلبيرا سان خيرونس إيريرا تمحورت بالخصوص حول سبل النهوض بمساهمة هذه المؤسسة في الإشعاع الثقافي للمغرب في إسبانيا.
وشكل موضوع إقامة شراكة مع الاتحاد العام للشغالين بالاندلس لدعم المغاربة في وضعية صعبة خاصة في مجال المساعدة القانونية محور اجتماع عقد بإشبيلية بين السيد محمد عامر ونائب الكاتب العام للمركزية النقابية الاندلسية السيد ديونيسيو بالبيردي.
وبمدينة الجزيرة الخضراء عقد السيد محمد عامر اجتماع عمل مع عمدة المدينة السيد طوماس إيريرا، ونائب مندوب الحكومة المركزية في هذه المدينة الأندلسية السيد رافاييل بيلايو ورئيس السلطة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء السيد مانويل ليدرو، ومنسق الإدارة العمومية للدولة السيد خوسي أندريس أويو ديل مورال، خصصت لبحث سبل تعزيز التعاون بين إقليم الجزيرة الخضراء والمغرب فضلا عن الاطلاع على مختلف الجوانب التي تهم الجالية المغربية المقيمة بهذه المدينة الاندلسية وضواحيها.
ومن أجل التعرف بشكل دقيق على واقع الجالية المغربية المقيمة بمنطقة ألميرية اتفق السيد محمد عامر مع عميد جامعة ألميرية السيد بيدرو مولينا على إنجاز دراسة أكاديمية حول الجالية المغربية المقيمة بهذه المنطقة بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وذلك بغية التعرف بشكل أفضل على واقع المغاربة المقيمين في هذه المنطقة الاندلسية وديناميات اندماجها.
وفي إطار زيارته لمدينة الجزيرة الخضراء قام السيد محمد عامر بزيارة إلى ميناء الجزيرة الخضراء الذي يعتبر ممرا أساسيا بالنسبة لجزء كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لعبور مضيق جبل طارق.
كما زار السيد عامر المقر الرئيسي ل"مؤسسة الضفتين" التي تقوم بعدة مشاريع للتعاون في المجال الثقافي مع شركائها في المغرب.
ومن جهة أخرى، أجرى الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لقاءات مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بمدن إشبيلية والجزيرة الخضراء وألميرية وضواحيها خصصت للاطلاع على تطلعات وانشغالات المهاجرين المغربة في جهة الاندلس.
وتكتسي زيارة السيد عامر لهذه الجهات الاسبانية أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد الذي يقيم به أزيد من 800 ألف مغربي تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.