دعا الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر المغاربة المقيمين بجهتي الاندلس وإكستريمادورا (جنوب وجنوب غرب إسبانيا) إلى مواصلة التعبئة من أجل الدفاع عن القضية الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. وأكد السيد عامر خلال لقاء مع ممثلي جمعيات المغاربة المقيمين بهاتين الجهتين مساء أمس الاثنين بمدينة إشبيلية أن مختلف مكونات الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا مدعوة إلى مزيد من التعبئة من أجل مواجهة المناورات التي يحيكها أعداء الوحدة الترابية المملكة والمشروع الحداثي والديمقراطي للمغرب. وتمحور هذا اللقاء حول التطورات الأخيرة لقضية الصحراء على ضوء الخطابات الاخيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس فضلا عن العديد من القضايا التي تهم الجالية المغربية في هاتين الجهتين اللتين تتمتعان بالحكم الذاتي بشكل خاص وفي إسبانيا بصفة عامة. وفي هذا الاطار أبرز السيد محمد عامر أهمية مقترح منح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية كحل جريئ ونهائي لهذا النزاع المفتعل بالاضافة الى أهمية مشروع الجهوية المتقدمة الذي يأتي لتعزيز المسلسل الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب داعيا في هذا الصدد الفاعلين في المجتمع المدني والمثقفين المغاربة المقيمين في إسبانيا إلى المساهمة بشكل أكبر في بناء الصرح الديمقراطي في المغرب. وخلال هذا اللقاء استعرض الوزير المغربي مختلف التدابير الرئيسية التي تم اتخاذها لفائدة الجالية المغربية المقيمة في الخارج مشددا على أن الحكومة المغربية وضعت برنامجا شاملا يستهدف هذه الجالية ويتمحور حول عدة جوانب تهم بالخصوص المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والقانونية والتربوية والتواصلية. وأعلن السيد محمد عامر أن سنة 2010 ستخصص لإقامة شراكات في المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وجمعيات المغاربة في الخارج مؤكدا على ضرورة الحفاظ على تواصل دائم مع الجالية المغربية المقيمة في الخارج للاستجابة إلى تطلعاتها وانشغالاتها. وفي هذا الاطار أبرز الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أن المغاربة المقيمين في الخارج ساهموا كثيرا في تنمية المملكة ويمكن أن يضطلعوا بدور أساسي في هذا الصدد. كما شكل هذا اللقاء فرصة لممثلي الجالية المغربية في الأندلس وإكستريمادورا للتأكيد مجددا على الالتزام غير المشروط للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة مشددين على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمختلف مكونات الجالية المغربية من أجل القيام بهذه المهمة النبيلة على أحسن وجه. كما استعرض ممثلو الجالية المغربية بالاندلس وإكستريمادورا بعض المشاكل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا خاصة في ما يتعلق بتجديد بطاقة الإقامة والتجمع العائلي والنقص في عدد مدرسي للغة العربية. وقد جرى هذا الاجتماع بحضور القنصل العام للمملكة في إشبيلية السيد محمد سعيد ذو الفقار. يذكر أن السيد محمد عامر الذي يقوم حاليا بزيارة لاسبانيا كان قد أجرى أمس مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للاندلس السيد خوسي أنطونيو غرينيان تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب والاندلس خاصة في المجال الثقافي وتشجيع مشاركة الجالية المغربية المقيمة في هذه الجهة في تعزيز هذه العلاقات. كما أجرى مباحثات مع مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط السيدة إلبيرا سان خيرونس إيريرا تمحورت بشكل خاص حول بحث سبل النهوض بمشاركة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط في الاشعاع الثقافي للمغرب في كل من جهة الأندلس وإسبانيا. وشكل موضوع إقامة شراكة مع الاتحاد العام للشغالين بالاندلس لدعم المغاربة في وضعية صعبة خاصة في مجال المساعدة القانونية محور اجتماع عقد أمس بإشبيلية بين السيد محمد عامر ونائب الكاتب العام للمركزية النقابية الاندلسية السيد ديونيسيو بالبيردي. تجدر الاشارة إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج يقوم خلال الفترة ما بين 10 و17 يناير الجاري بزيارة عمل لاسبانيا تشمل جهات الأندلس وبلنسية وكاطالونيا تندرج في إطار اللقاءات التواصلية المنتظمة التي يجريها الوزير مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها. وتكتسي زيارة السيد عامر لهذه الجهات الاسبانية أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد الذي يقيم به أزيد من 800 ألف مغربي تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.