دعا السيد محمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج المغاربة المقيمين بإسبانيا، وخاصة منهم الفاعلين الجمعويين، إلى تنوير الرأي العام الاسباني حول مختلف جوانب قضية الوحدة الترابية للمملكة. وأكد السيد عامر خلال لقاء عقده مساء أمس الاربعاء في بلدة روكيطاس دي مار (جنوبإسبانيا) مع أفراد الجالية المغربية المقيمة في مدينة ألميرية وضواحيها، على ضرورة تطوير برامج عمل بين الجمعيات الاسبانية ونظيراتها المغربية في إسبانيا تتمحور حول تحقيق هذا الهدف، فضلا عن التعريف بالتقدم الذي يشهده المغرب في مختلف المجالات. وفي هذا الاطار دعا السيد عامر المغاربة إلى مضاعفة الجهود ومواصلة التعبئة على جميع المستويات لمواجهة المخططات الاستفزازية التي تهدف إلى تقويض الوحدة الترابية للمملكة والمشروع الحداثي والديمقراطي للمغرب. وأشار الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى التقدم "الملموس" الذي حققته المملكة في العديد من المجالات عدة، فضلا عن الترحيب الذي لقيه المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء من قبل المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي أزعج خصوم الوحدة الترابية للمملكة، الذين يحاولون بجميع الوسائل الاساءة إلى هذه الإنجازات. وأكد السيد عامر أن مبادرة منح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية، التي تشكل حلا نهائيا للنزاع المفتعل حول الصحراء، ستمكن سكان هذه الجهة من تدبير شؤونهم بأنفسهم. كما أبرز، في هذا السياق، أهمية مشروع الجهوية المتقدمة الذي يشكل، بدون شك، أحد أكبر الاوراش في المغرب الحديث. من جهة أخرى ذكر الوزير بالتدابير الرئيسية التي تم اتخاذها لفائدة الجالية المغربية المقيمة في الخارج في المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والقانونية والتربوية والتواصلية. وفي هذا الصدد أعلن السيد عامر عن إرسال 41 معلما جديدا خلال السنة الجارية إلى إسبانيا لتدريس اللغة العربية لأطفال الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، لتمكينهم من الحفاظ على العلاقات التي تربطهم مع بلدهم الاصلي وتقويتها. وشكل هذا اللقاء، الذي حضره القنصل العام للمملكة في ألميرية السيد رشيد الموغا، فرصة للمغاربة المقيمين في هذه المدينة وضواحيها للتأكيد مجددا عن التزامهم اللامشروط بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ودعم الجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل في الصحراء. وعبر ممثلو الجمعيات المغربية عن أملهم في الاستفادة من التأطير والتكوين لتمكينهم من الدفاع عن مصالح المغرب في إسبانيا، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة وإطلاع المجتمع المدني والرأي العام في هذا البلد على المنجزات التي حققها المغرب، خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الانسان. كما تطرقوا إلى بعض المشاكل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، وبالأساس ما يتعلق بتجديد بطاقات الإقامة والتجمع العائلي والآثار المترتبة عن الأزمة الاقتصادية. يذكر أن السيد محمد عامر، الذي يقوم حاليا بزيارة لاسبانيا، كان قد أجرى مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للاندلس السيد خوسي أنطونيو غرينيان، تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب والأندلس خاصة في المجال الثقافي وتشجيع مشاركة الجالية المغربية المقيمة بهذه الجهة في تعزيز هذه العلاقات. وتجدر الاشارة إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج يقوم خلال الفترة ما بين 10 و17 يناير الجاري بزيارة عمل لاسبانيا تشمل جهات الأندلس وبلنسية وكاطالونيا، تندرج في إطار اللقاءات التواصلية المنتظمة التي يجريها الوزير مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها. وتكتسي زيارة السيد عامر لهذه الجهات الاسبانية أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد، الذي يقيم به أزيد من 800 ألف مغربي تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.